توضيح: طلب منى صديقى طارق المملوك كتابة حلقة ثانية من سلسلة المبادىء اللتى يكتبها ، و الحق أن الفكرة أعجبتنى للغاية و وجدت نفسى متحمساً لها بشدة (و هذا شىء غريب كما ترون، أنتم تعلمون أننى عادة لا أتحمس لأى شىء من أى نوع) ، المهم أننى قد أقدم لكم اليوم المبدأ الثانى و يمكن لمن يريد معرفة القصة متابعتها على مدونة "شخبطة ملوكى".. تحياتى
ما بين عالم الدبلوماسية و عالم الحيوان
لقد جئت فى موعدك... إن هذا جيد.. أنت تعلم أنه شديد الإنشغال و لا ينتظر أحداُ ، أرجو أن تكون قد استوعبت ما قاله لك فى المرة السابقة جيداُ ، إن المعلم لا يكرر نفسه أبداُ ، كما أنه لا يحب بطيئى الفهم ، إن الرجل يمكنه أن يعلمك الكثير و لكنه لن يطعمك إياه بالملعقة ، لا تنسى كذلك أنه طاعن فى السن و لا وقت لديه لتدليل أحد...
منذ متى كان المعلم هنا؟ لا أحد يدرى ، إنه هنا منذ بدأت هذه الإدارة ، دائماٌ ما يجلس على نفس الكرسى أمام نفس المكتب ، لم يره أحد قط يمشى فى ممرات أو ردهات المبنى و لكنه دائماُ هناك، البعض يمزح قائلاُ : أنه أثناء تشييد هذا المبنى قام هو بالجلوس فى مكانه أولاُ ثم قاموا ببناء الغرفة حوله ، و لكننى لن أندهش لو كان هذا ما حدث بالفعل ، يقولون أيضاً أنه توجد أنفاق و ممرات سرية لا يعلمها أحد سواه ، ربما هكذا يستطيع الدخول و الخروج دون أن يراه أحد.. لماذا يحتاج الى أنفاق سرية؟ لكى يستطيع الهرب من أعدائه فى حالة الضرورة، بالتأكيد لهذا الرجل الكثير من الأعداء اللذين يودون إطعامه الى التماسيح لو إستطاعوا لذا يجب عليه الإحتياط..إن هذا بديهى كما ترى...
إنه شرف عظيم أن تستمع الى المعلم شخصياٌ.. ربما لا تشعر بذلك الأن و لكنك ستعرف ما يعنى هذا فيما بعد ، يوماُ ما ستكتشف أن كل ما قاله لك هو دليلك للنجاح فى هذا العالم و من يدرى؟ ربما تنقذ كلماته تلك حياتك ذاتها..تستطيع الدخول الأن ، لا داعى للرهبة أو القلق ، لقد اخترناك بعناية و نعلم أنك ستنفذ ما نريده بنجاح ، كل ما نطلبه منك هو الإصغاء بعناية و استيعاب كل حرف يقال لك ، إن المعلم لا يريد منك مالاٌ و لا يلزمك بأى شىء من أى نوع ، إنه فقط يطلب إنتباهك و عرفانك بالجميل ، و لكن حذارى من التذاكى ، حذارى من محاولة الغدر أو إدعاء سوء الفهم.. تذكر جيداُ أن من علمك هذه المبادىء لديه من الكفأة ما يجعله قادراُ على تحويل حياتك الى جحيم...
فقط ضع ثقتك فى المعلم...
إنه يعرف ما يقوله جيداُ...
منذ متى كان المعلم هنا؟ لا أحد يدرى ، إنه هنا منذ بدأت هذه الإدارة ، دائماٌ ما يجلس على نفس الكرسى أمام نفس المكتب ، لم يره أحد قط يمشى فى ممرات أو ردهات المبنى و لكنه دائماُ هناك، البعض يمزح قائلاُ : أنه أثناء تشييد هذا المبنى قام هو بالجلوس فى مكانه أولاُ ثم قاموا ببناء الغرفة حوله ، و لكننى لن أندهش لو كان هذا ما حدث بالفعل ، يقولون أيضاً أنه توجد أنفاق و ممرات سرية لا يعلمها أحد سواه ، ربما هكذا يستطيع الدخول و الخروج دون أن يراه أحد.. لماذا يحتاج الى أنفاق سرية؟ لكى يستطيع الهرب من أعدائه فى حالة الضرورة، بالتأكيد لهذا الرجل الكثير من الأعداء اللذين يودون إطعامه الى التماسيح لو إستطاعوا لذا يجب عليه الإحتياط..إن هذا بديهى كما ترى...
إنه شرف عظيم أن تستمع الى المعلم شخصياٌ.. ربما لا تشعر بذلك الأن و لكنك ستعرف ما يعنى هذا فيما بعد ، يوماُ ما ستكتشف أن كل ما قاله لك هو دليلك للنجاح فى هذا العالم و من يدرى؟ ربما تنقذ كلماته تلك حياتك ذاتها..تستطيع الدخول الأن ، لا داعى للرهبة أو القلق ، لقد اخترناك بعناية و نعلم أنك ستنفذ ما نريده بنجاح ، كل ما نطلبه منك هو الإصغاء بعناية و استيعاب كل حرف يقال لك ، إن المعلم لا يريد منك مالاٌ و لا يلزمك بأى شىء من أى نوع ، إنه فقط يطلب إنتباهك و عرفانك بالجميل ، و لكن حذارى من التذاكى ، حذارى من محاولة الغدر أو إدعاء سوء الفهم.. تذكر جيداُ أن من علمك هذه المبادىء لديه من الكفأة ما يجعله قادراُ على تحويل حياتك الى جحيم...
فقط ضع ثقتك فى المعلم...
إنه يعرف ما يقوله جيداُ...
المبدأ الثانى
إن لم تكن ذئبا´´....فأنت حيوان أخر..
مرحباٌ ...إنك تبدو أفضل من المرة السابقة ، لقد كنت تبدو مرتبكاُ زائغ النظرات ، و لكنك اليوم صرت أكثر هدوءاُ و ثقة ، بل إنك تبدو – اسمح لى – بارداُ عديم الإحساس ، إن هذه علامة جيدة للغاية ، هذا معناه أنك استوعبت ما قلته لك فى المرة السابقة و أنك أصبحت تتحكم فى مشاعرك بشكل أفضل، أصارحك القول أننى شعرت بالقلق حين سمعتك فى المرة الماضية تتحدث بأسى عن بعض الطيور التى ذبحتها والدتك أو شىء من هذا القبيل، كان يجب على طعمها اللذيذ أن ينسيك أى نوع من تأنيب الضمير، إن القتل من أجل الحصول على الطعام هدف مشروع و مبرر نوعاُ ، هناك من يقتل لأسباب أتفه من هذا بكثير...
و لكن هذا ليس كافياٌ ، إن عدم التأثر أثناء القتل شىء و القتل ذاته شىء أخر ، إن الحفاظ على الحياة هى الغريزة الأولى و لن تدعك الفريسة تلتهمها ما لم تجبرها على ذلك ، لذا من المهم جداُ ألا تشعر بك إلا بعد فوات الأوان ، لا تكن كهؤلاء الحمقى اللذين يملئون الدنيا صراخاُ و ضجيجاً و يتباهون بقوتهم أو قدراتهم طوال الوقت ، إن هؤلاء يرتكبون أكبر خطأ يمكن لأحدهم إرتكابه ، إنهم يجعلون الأخرين مستعدين و منتبهين ، لذا من المهم جدا ألا يراك أحد قادماُ ، من المهم ألا تشعر الفريسة بك إلا عندما تغرز أنيابك فى عنقها ، عندها تكون فرصة النجاة قد زالت و يكون كل شىء قد انتهى...
من الأساسى أن تظل فى الظلام ، و يفضل لو استطعت التنكر و ارتداء ملابس الضحية ذاتها ، إن هذا يقربك جداُ من هدفك و يزيل الكثير من المخاطر ، فقط تأكد من إحكام قناعك و لا تجعل أحد يفطن الى حقيقتك ،..هل تذكر قصة ذات الرداء الأحمر؟ لقد كان الذئب ذكياُ بحق ، لقد استطاع أن يحتل مكان الجدة العجوز و صار على بعد متر واحد لا أكثر من تناول العشاء ، و لكنه نسى أن يخفى أذنيه العملاقتين ...إن تفصيلة تافهة تنساها قد تفضحك فى الحال و تدمر كل شىء ، هكذا صرخت ذات الرداء الأحمر و سمعها الحطاب اللذى قام تحويل الذئب المسكين الى أشلاء ،إذن ما اللذى نتعلمه من هذه القصة؟ أرجوك لا تقل لى أشياء من قبيل أن " الخير ينتصر على الشر " أو أن " الذئب قد حصل على جزاءه" ... إن هذا قد يصلح للأطفال و لكنه لا يصلح لك ، إن العبرة الحقيقية اللتى نتعلمها من هذه القصة هى أنه : فى المرة القادمة اللتى تتنكر فيها لإلتهام أحدهم ، قم بإخفاء أذنيك العملاقتين جيداُ....
تذكر جيداً أن من ليس ذئباُ أكلته الذئاب ، لذا كن ذئباُ و لا تكن حملاُ و الأفضل أن تكون ذئباُ متنكراُ فى هيئة حمل ، فقط لا تجعل أحد يرى أنيابك و مخالبك إلا بعد فوات الأوان، إنها أفضل طريقة للحصول على ما تريد ، بل أحياناُ تكون الطريقة الوحيدة ، فقط بالتخفى يستطيع الذئب
خداع ذات الرداء الأحمر و يتمكن الثعلب من إلتهام الخنازير الثلاثة...
ترى هل تستطيع أن تفعل ذلك؟ هل تستطيع ألا تبدو خطراٌ بينما أنت الكارثة تمشى على قدمين ، هل تستطيع أن ترسم الدعة و الوداعة على وجهك بينما تشحذ يداك السكين خلف ظهرك ؟ هل تستطيع أن تخفى أنيابك و مخالبك و ألا تظهرهم إلا عند الضرورة؟ هل تستطيع أن تكون شيئاٌ و أن تبدو شيئاُ أخر؟ عندها فقط يمكن أن تحقق كل ما تصبو إليه ... عندها فقط يمكنك أن تنتصر على أى شىء و كل شىء...
عندها فقط يمكننى إخبارك بالمبدأ الثالث....