الخميس، أغسطس ٠٩، ٢٠٠٧

صدمات غير كهربائية

كان هناك الكثير مما يجب على فعله ، كان يجب أن أبارك للعزيز جادو على خطوبته ، و أن أهنىء العمدة قاسم أفندى على المدونة الجديدة ، و أن أقول لعزام أن اجابة تدوينتة (من هو ؟ ) الأولى هى الماركيز دى ساد ، كما كان يجب أن أتصل بطارق المملوك و أن ألتقى بخالد مصطفى و أن أقوم بالتعليق على مدونة سمباتيك و أن أشكر كل من قام بالتعليق على تدويناتى السابقة ، و لسبب ما لم أفعل شيئاً من ذلك...

التفسير الوحيد لدى هو الأرهاق ، فمنذ بدأت عملى الجديد و أنا أشعر بإنهاك شديد ، فأنا لم أخد أجازة منذ عامين كما لم أعد أحصل على عطلة يوم السبت مثل بقية كوكب الأرض لأن صاحب العمل (اللذى يعمل لمدة ساعة كاملة كل أسبوع) يظن أن الأجازة الاسلامية هى الجمعة فقط و أن الكفار فقط هم من يمكنهم الراحة يوم السبت ، لا تنسوا الرحلة البهيجة اللتى أقضيها كل يوم على الطريق مع ألاف السيارات الصديقة لمدة ساعتين للوصول الى العمل .. كل هذا جعل هدفى الأول فى الحياة هو العودة للمنزل و اتخاذ الوضع الأفقى المحبب و ممارسة رياضة الحملقة فى السقف ، باختصار لا أجد لدى الطاقة لفعل المزيد لهذا لم أنقطعت عنكم طوال الأشهر الماضية.
.
ما اللذى تغير اذا؟ لا شىء ، فقط شعرت برغبة فى الأعتذار عن المدة السابقة و أن أخبركم أننى لم أمت بعد ، أننى سأعود قريبا إن شاء الله ، يقولون أن التاجر حين يفلس فانه يقلب دفاتره القديمة لعله يجد أحمقاً ما يمكنه اخراجه من ورطته ، لحسن الحظ أن لم أفلس بعد ، بل اننى أجروء على القول أنه هناك الكثير اللذى أنوى قوله ، فقط أحتاج الى بعض الوقت ، لذا استأذنكم اليوم فى أعادة نشر مقال قديم لى أعتز به كثيرا كنت قد أرسلته الى مجموعة الفاجومى قبل إنشاء تلك المدونة ، و ذلك لحفظه من ناحية و تذكيركم بأننى لازلت أنوى ازعاجكم بثرثرتى من ناحية أخرى.
.
اننى حاليا احاول الحصول على أجازة قصيرة أعود فيها الى القاهرة ، حيث يمكننى الحصول على بعض الراحة، و من يدرى ؟ ربما يمكننى الألتقاء ببعضكم أو معاودة الكتابة أو حتى مجرد الأستلقاء أثناء ممارسة بعض الأنشطة الممتعة من نوعية مشاهدة طلاء الحائط و هو يجف أو متابعة حشائش الحديقة و هى تنمو..

تحياتى للجميع
صدمات غير كهربائية

كان مشهدا غريبا ذلك الذى حدث منذ عامين أو أقل قليلا.. مصر كلها على أهبة الإستعداد لمعرفة من سيحظى بتنظيم كأس العالم لعام 2010 ، كان البعض واثقا من أننا سنفوز و البعض مترددا" و البعض واقعيا" ، و لكن حتى أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع ما حدث، لقد أعلن رئيس الفيفا أن جنوب أفريقيا قد حازت على هذا الشرف بعد منافسة شديدة مع المغرب توزعت على إثرها الأصوات بينما تجاهل ذكر مصر حفظا لماء الوجه ، لم يشفع لنا إرسال عمر الشريف أو الطفل المعجزة الذى يجيد التحدث بسبع لغات حيه أو ميته و لا العين السحرية التى أخترناها شعارا قيما (باعتبار أن العين عليها حارس) و ما الى ذلك..

هنا تعالت الصرخات الهيسترية.. من يظن الفيفا نفسه؟ كيف تحصل حضارة سبعة ألاف سنة على صفر؟ لقد بنينا لهم الأهرام فماذا يريدون منا أكثر من ذلك؟ و على الجانب الأخر كيف تفوز جنوب أفريقيا؟ إنك لا تستطيع أن تمشى فى شوارعها ليلا بدون مطواة قرن غزال فى جيبك و أر بى جى فى جيبك الأخر.. ناهيك عن الحديث عن الرشاوى التى طلبها أعضاء اللجنه و أن مصر لن تلطخ سمعتها بإستخدام طرق ملتوية و الى أخر هذا الهراء.. لكن الجميع كان يعلم أن احقيقة أبسط من ذلك بكثير .. لقد أكتشف الفيفا أن مصر لا تستحق شيئا" فلم يعطها أى شىء.. أذكر أنه بعد ذلك بعدة أشهر سافرت والدتى لحضور مؤتمر فى جنوب أفريقيا ، لم يكن المؤتمر فى مدينة كبيرة كجوهانسبرج أو كيب تاون و لكنه عقد فى مدينة ساحلية صغيرة تسمع ديربان ( توازى الإسماعيلية عندنا) ، و حين عادت سألتها عن رأيها فى جنوب أفريقيا، فلخصت لى الموضوع ببساطة قائلة " نحن لا نستحق أن نأخذ صفرا".. نحن نستحق أن نضرب بالجزمة"..

لقد كان الدرس قاسيا بحق .. تستطيع أن تتحدث كما شئت و لكن فى النهاية سيتعامل معك الجميع بقيمتك .. و بقيمتك الحقيقية فقط و ليس ما تدعى أنك عليه .. شىء كهذا حدث ولكن بصورة أكثر دموية أيام الحملة الفرنسية عندما كان المماليك سعداء بشواربهم الطويلة و سيوفهم الحادة و أخذوا يسخرون من الفرنسيين المائعين حليقى الوجه الى أن وقعت المعركة و قتل الفرنسيون ثلاثة ألاف من المماليك فى حين قتل المماليك أربعة فرنسيين فحسب.. يومها كان وقع المفاجأة شديدا و يبدو أننا برغم كل هذه القرون لم نتعلم الدرس..

ربما كان منطقيا حدوث مثل تلك الصدمة الحضارية أيام الدولة العثمانية حين كان الباب العالى يفرض ستارا ضبابيا كثيفا لمنع أيا" من ولاياته بالإتصال بالعالم الخارجى عملا" بالنظرية الشهيرة .. " إن حكم شعب جاهل أسهل مائة مرة من حكم شعب متعلم".. و لكن ما حجتنا اليوم؟ منذ أوائل القرن العشرين و أبواب العالم مفتوحة على مصراعيها.. فقد كان يمكنك أن تسافر و تقارن و تتعلم و أو على الأقل تعرف نفسك على حقيقتها .. فلماذا كانت المفاجأة إذن؟..

هل تريدون معرفة رأيى المتواضع ؟ حسن .. حدث ذلك لأننا ببساطة كنا نكذب.. كذبنا حين قلنا أن الإستعمار كان السبب الوحيد لتخلفنا و أننا سنكون أفضل تلقائيا" بمجرد أن نتخلص منه، و كذبنا حين قلنا أن الأخرين يتربصون بنا دائما و أنه لا خطاء فينا و إنما مؤامراتهم هى التى تشلنا و كذبنا حين قلنا أننا نعيش أزهى عصور الحرية و الديموقراطية و ان المسألة مسألة وقت قبل أن نصلح من أحوالنا الإقتصادية و عندها سنكون على ما يرام.. و ظللنا نكذب و نكذب حتى صدقنا أننا نقول الحقيقة .. إننا كلنا نفعل ذلك حتى فى حياتنا العادية.. نحاول أن نخفى الحقيقة لأننا لو رأينا أنفسنا كما هى فربما لن يعجبنا ما نراه.. و عندئذ لن نجد من نلومه سوانا نحن..

السؤال هو : هل يكفى هذا كعذر ؟

لحسن الحظ أننى لست مضطرا" للإجابة.

الجمعة، أبريل ١٣، ٢٠٠٧

حكمة الجمعة -06

فى هذه الحياة ، هناك فقط شيئان لا نهائيان ، الكون و الغباء البشرى.....و أصارحكم القول .. أنا لست حتى متأكداً من الكون....!!!ء

ألبرت أينشتاين

الاثنين، مارس ١٢، ٢٠٠٧

خمسة و خمسون كلمة

أعشق القصة القصيرة ، و أعتبرها أعظم أنواع الكتابة الأدبية بلا جدال ، فهى فن شديد الصعوبة و التعقيد و يحتاج الى قدر غير عادى من الموهبة ، و الى الأن أعتبرها أكثر الأشكال الأدبية ملائمة لطبيعة العصر اللذى نحيا فيه ،فهى تناسب تماما" طبيعة القارىء العادى – شديد الأنشغال - هذه الأيام و اللذى ليس لديه الوقت أو المجهود الكافى للألتزام بقرأة رواية طويلة – لهذا السبب كان على أمين رحمه الله يجبر أحمد رجب على اختصار كتاباته الى اقل حجم ممكن الى أن دفع هذا الأخير الى كتابة زاويته العبقرية " نصف كلمة"...بالنسبة لى كلما كانت القصة أقصر و أشد تركيزا و كثافة ، كلما كان هذا دليلا ً على عبقرية كاتبها ، لذا تجدوننى منبهرا ً دائما ً بكتابات أو هنرى و بريان ألديس و أسيموف شديدة القصر ، و لكن هذا لا يبدو كافيا لستيف موس...

و ستيف موس – لمن لا يعلم – هو محرر كتاب (أقصر قصص العالم )، وهو يؤمن أن متغيرات العصر الحديث تفرض ايقاعا مختلفاً للكتابة الأدبية . وأن السرعة المتزايدة لحصول الأحداث و الوقائع و التواصل البشري و التكنولوجي تقتضي تغيرا عميقا في نهج و اسلوب الكتابة الأدبية التي يرى أنها لم تواكب العصر بالسرعة الكافية لهذا كانت فكرته فى منتهى البساطة و هى القيام بعمل اعلان عام لجميع الكتاب - المحترفين و الهواة- يطلب فيه أن يبعثوا له بقصصهم القصيرة شريطة ان لا يتجاوز عدد كلماتها 55 كلمة مهما كان .يقول موس " لقد اتهمت بالجنون ، البعض اتهمني بالتحذلق ، و البعض تساءل لماذا 55 كلمة فقط" العدد لم يكن مقصودا لذاته في تجربة موس ، كان ما يريده هو قصة جيدة باقل عدد من الكلمات و وجد ان الرقم 55 يكفي لملء صفحة واحدة بخط كبير و واضح .يعترف موس بأن القصص الجيدة كانت قليلة جداً في البداية و أن مستواها اصابه بالاحباط .. لكنه لم ييأس وواصل البحث و الجمع حتى تجمعت لديه مجموعة مغرية بالنشر في عام 1995 و التى يقول عنها :. " كانت مجموعة مدهشة .. لن تستطيع ان تكتفي بقرآءة قصة واحدة فقط ..سوف تتابع قراءة القصص التالية دون ان تشعر " .يقول موس في مقدمته ان منهجه الجديد في البحث عن القصة المختزلة ليس جديداً تماماً و أن الكتاب الكلاسيكين القدامة كانت لهم تجارب في هذا الميدان رغم انهم كانو ابناء عصر يشجع على الاسهاب و الاطالة ، و مثاله المفضل في ذلك هو الكاتب أو. هنري في ( هدية ماجي) و الكاتب هـ . منرو في قصته الصغيرة ( النافذة المفتوحة) و يضيف " تخيل لو أن الكاتب أو. هنري لم يكن يملك إلا ظهر بطاقة صغيرة ليكتب عليها قصته..بالتأكيد كان سينضم الى مجموعتنا هذه!" . و لقد وجد موس ترحيبا متصاعدا بمنهجه المبتكر و ان رسائل عديدة تصله من جهات عده تخبره انها اعتمدت اسلوبه في تعليم مادة الصحافة و الخطابة في المدارس و الجامعات و أن عدداً من الكتاب الهواة الذين بدأو معه في كتابة قصة ال55 كلمة شرعوا في نشر رواياتهم الأولى .. و التي لم تكن قصيرة على الاطلاق .
و يبدو ستف موس متفائلاً جداً مع صدور الطبعة الثانية من كتابه مطلع العام الماضي محققاً أرقاماً عالية في التوزيع و متصدراً قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لأسابيع عدة و هو ما يراه خير برهان على صدق نظريته ، و لكن الأمر لم يتوقف هنا بل بدأ فى التصاعد و حظى بكثير من الأهتمام حتى أصبح يطلق عليه فى الأوساط الأدبية " أدب الخمسة و خمسون "
55 Fiction
وتطور الأمر حتى ظهر شعر الخمسة و خمسون ، الا انه لم يلق نفس النجاح كالقصة لسبب بسيط و هو أن الشعراء يكتبون القصائد القصيرة منذ زمن بعيد


و قواعد هذا النوع من القصة هى


لا يجب أن تتعدى كلمات القصة الخمسة و خمسون كلمة.

الكلمة هى ما يتكون من ثلاثة حروف أو أكثر ( و هو تحريف من القاعدة الانجليزية التى تنص أن الكلمة هى ما ذكر فى القاموس و لكنه تحريف يناسب اللغة العربية المليئة بحروف العطف و الجر و التى توزن فيها الكلمات على وزن "فعل").

العنوان لا يحتسب من ضمن القصة و لكن لا يجب أن يزيد عن سبعة كلمات.

الرموز مثل( د.) و (م.) تعتبر كلمة لأنها اختصار لكلمة.

الأرقام مثل 87689 تحتسب ككلمة.

يجب أن تحتوى القصة على شخصيات و صراع و حل ، باختصار ما يجعل القصة القصيرة قصة قصيرة


لذا كما ترون فأننى معجب للغاية بهذا النوع من القصص لذا قررت أن أعرض لكم بعضها هنا و أتمنى أن تنال أعجابكم ، و من يدرى فقد تثير حماس بعضكم لكتابتها ، فقط أطلب منكم لو حدث هذا أن تقوموا بأرسالها الى و أعدكم أن أقوم بنشرها هنا... انتم تعلمون أننى أنسان متواضع و رائع و احب مساعدة المواهب الشابة...

لماذا هذه الدهشة أذا..؟؟

**************
الأولى
في بداية الامر اعتقدت ان هذا الرجل مغرور وحقير, لكنها انجذبت نحوه عندما بدأت بالانتباه اليه . هو رجل طيب عندما تعرفه عن قرب، ادركت المرأة ذلك . تزوج الاثنان, لكنه لم يكن عادلا معها بعد ذلك. اشتكت منه المرأة كثيرا . طلّقها الرجل . الآن تعتقد ان هذا الرجل مغرور وحقير.

***************

رن جرس الهاتف ثانية ، أغلقت عينيها و تنهدت . جزء منها كان مشتاقاً للاستسلام للفنتازيا المحرمة . حركت الخاتم الذهبي حول اصبعها ، تطلعت الى الساعة .."بوب " لن يعود الى المنزل قبل الحادية عشرة ..ببطء رفعت السماعة وتمتمت " لمرة واحدة فقط..لن أكررها ابداً ..." ء

دايفد دي فوس

****************
تدريب ملاحى

، أدار الطائرة ال747 ناحية الغرب ، القبطان يقودها بسلاسة فوق المطبات الجوية ، قال المراقب " الطائرة يونايتد 674 ء، اتجه الى اليسار نحو 265 " ...ء

استدار القبطان بلا اتزان و هبطنا فى المطبات الهوائية ، أهتزت الطائرة بشدة و ارتفع الهدير ، تحطم شىء ما و تدحرجت طائرتنا ال747...

توقف محاكى الطائرات عن العمل و أخذوا يعدونه للأختبار التالى..

قلت :" فى المرة القادمة انتبه الى الأرتفاع يا سيد عطا..."ء

جيمس ميرفى الثانى
لومبوك
********************

معطف

لم تتوقع أبدا أن تكتشف مفاجأة كتلك بالصدفة ، لقد اشترى لها زوجها معطف الفراء اللذى طالما حلمت به ، أخذت تتحسسه فى انبهار و رهبة ... تبا ً .... لقد أخطأ زوجها – كعادته - فى اختيار المقاس ... انها تحتاج الى معطف اصغر بقياسين على الأقل ، لا بأس ، يمكنها استبداله فيما بعد ، انتبهت فجأة الى الصورة الحميمة التى تجمع زوجها بجارتها الحسناء الشابة ...

ان زوجها لم يخطىء فى اختيار المقاس هذه المرة..


محمد هاشم
الشارقة
*****************
فى المشرحة

" لقد تم سحب دماء الضحية بالكامل، من الواضح أن هذا تم من خلال هذان الثقبان الصغيران فى العنق" قال المشرح.

تسأل المساعد : " هل تظن أنه .. أنت تعلم ... هل هذا ممكن ؟"ء

" لا ، انه مجرد مخبول"

" هل أنت واثق؟ "

نظرا لبعضهما لوهلة ثم أنفجرا فى الضحك ، و لكنهما توقفا حين بدأت الجثة فى الضحك أيضا ً....ء

روس ليسكو
لايك وود - أوهايو

****************

المراسم الأخيرة

غمغم : " أننى أموت"

همست : " أعلم "

" هل يمكنك أن تسامحينى على كل الألم اللذى سببته لك ؟"

بدت كالظل بجوار سرير المستشفى

قالت " لقد جرحتنى .. جرحتنى بشدة.."

" أعلم ، فقط أخبرينى أنك سامحتينى "

قبلت أصابعه الباردة برقة

قال بوهن : " انى ذاهب الأن "

قالت بسعادة : " حسن .... أذهب الى الجحيم"

جيريل سوينجل
أوفاليون

***********

" الكلية كانت مجرد نسمة عليلة " . قال (جينجس) و هو يغسل يده الملطخة " مع كل هذا الاقتطاع في المصروفات ، لم يكن باستطاعتهم التدريس، كانوا فقط يعطوننا الدرجات و يتركوننا لحال سبيلنا "-" و كيف تعلمت؟"-" نحن لم نتعلم ..لم نتعلم..ولكن من يهتم ..انظري الى وضعي الآن"فتحت ممرضة الباب وغمغمت -" دكتور (جنينجس) أنت مطلوب في غرفة العمليات"

رون باست
**********

حب

المسألة ليست أنه لم يكن يحبها و لكنه تغير ، فمنذ علم بحملها و هو دائم الشرود ، ان هذا الخطأ قد يكلفه الكثير ، سمعته ، عمله ، زوجته ، أبناؤه ، باختصار كل شىء ، و لكنه وعدها أن يصلح ما أفسده ، ضمها اليه ، دفنت وجهها فى صدره شاعرة بالطمأنينه ، انتبهت الى صوت بكاؤه قبل أن تدرك أنها لا تستطيع التنفس و أن يداه تضغطان على عنقها بقوة ...

المسألة ليست أنه لم يكن يحبها... هو – فقط – يحب نفسه أكثر.

محمد هاشم
الشارقة

الثلاثاء، فبراير ١٣، ٢٠٠٧

تاج الجزيرة

لقد تم تمرير تاجين لى فى الاسبوعين الماضيين... ارجوكم لا تدعوا ان الجملة السابقة طبيعية و مفهومة ، انا نفسى لم أفهم ماذا تعنى الا عندما قرأت ما كتبه العمدة قاسم أفندى فى مدونته ، الموضوع باختصار هو أن التاج عبارة عن دعوة لكى تكشف خمسة أشياء لا يعرفها أحد عنك ، عادة انا لا أحب أن اتكلم عن نفسى ، انتم تعلمون كم انا انسان رائع و متواضع و لكن بما أن التاج مصدره العزيزين قاسم أفندى و عبد الرحمن جادو فلا سبيل الى الرفض اذا ً.. كما انه ليس من اللائق ان اخذل المهتمون بمعرفتى أكثر كما ترون...لقد حصلت على تاجين و ليس واحدا كما لاحظتم ..

يبدو أننى أكثر أهمية مما ظننت..

الأول :

لست من هواة المقالب و لا المزاح العملى ، و لكن بعض الناس يبدو و كأنه يدعوك كى " تشتغله " ، أذكر أن اليوم كان الأثنين كما كان أول يوم أحضر فيه سكشن فى أولى عمارة ، فبرغم أن الدراسة قد بدأت قبلها بيومين الا اننى لم أحضر لتضارب مواعيدها مع مواعيد التدريب العسكرى اللذى كنت اؤديه فى تلك الفترة ، و كانت أول مرة أرى فيها أفراد دفعتى البائسة ، لذا صرت اتجول وسطهم فى استوديو الرسم كالسائح شاعرا بلامبلاة غريبة ، و كان من تقاليد الدراسة أن يقوم المعيد بتوقيع لوحات الرسم البيضاء حتى يضمن أن الطلبة قد قاموا برسم اسكتش التصميم المعمارى داخل قاعة الرسم ، و لأننى كنت دائما أبدو أكبر من سنى ،لذا وجدت أحد الطلبة يقترب منى و يخاطبنى بكل أدب و احترام قائلا : " لو سمحت يا فندم.. تسمح توقع لى على اللوحة؟" و أعقب كلامه هذا بأحناء رأسه فى وداعة ، حتى اعتقدت أنه يظننى أحد كهنة أمون رع و ليس فقط أحد المعيدين لذا وجدت نفسى أقول له بكل محبة أبوية : " قوى قوى يا حبيبى .. فين اللوحة؟" جرى بسرعة ثم قام باحضارها و أعطانى القلم و هو يتراجع خطوات الى الوراء بظهره من فرط الاحترام ، أخذت القلم و قمت بالتوقيع بعطف و قلت : " اتفضل يا سيدى .. أدى توقيعى.." ، ثم انصرفت و اذا به يتبعنى قائلا ً : طب المطلوب مننا ايه دلوقتى يا فندم؟"
أجبت ببرود : و أنا ايش عرفنى انا طالب زيى زيك
نظر لى فى بلاهة حقيقية و صاح قائلا ً: يعنى انت مش معيد ؟
قلت : لأ طبعا
قال : و مضتلى على اللوحة؟
ادركت انه ليس قوى الملاحظة لذا قلت ببرود أكثر : أيوه
قال : طب ليه؟
قلت : الله .. واحد جاللى و طلب منى توقيعى .. أقوله لأ؟ عايزنى أكسفك يعنى؟
قال لى و هو فى شبه حالة انهيار : طب أنا أعمل ايه دلوقتى؟ انت خلاص بوظتلى اللوحة
قلت: أقلبها و اشتغل على الناحية التانيه
و تركته و أنا أهز رأسى فى حكمة حقيقية متحسرأ على شباب اليومين دول اللذى لا يعرف كيف يتصرف كما لا يعرف كيف يفرق بين المعيدين والطلبة بينما هو يتابعنى ببصره فى ذهول...

فى الأسبوع التالى علمت أنه قام بالتحويل الى قسم أخر....

الثانى:

كان سفرى الى سلطنة عمان من أقسى التجارب اللتى مررت بها و لكنها كانت – للحق- من أكثرها إفادة ، عندى الكثير من القصص اللتى يمكن أن أرويها و لكن أطرفها كانت تلك : كنت معزوما فى احدى الايام عند أحد الأصدقاء العمانيين و كانت الجلسة تضم خليطا من الجنسيات و الثقافات و من ضمن الجلوس كان هناك بعض أفراد القبائل و البدو البسطاء غير المتعلمين و دار الحديث حتى وجدتهم يتحدثون عما يطلق عليه "العيل كانن فى بطن أمه" ، بالسؤال علمنا أن الفكرة هى أنه فى بعض الحالات لا تكون فترة الحمل لدى المرأة تسعة أشهر كما هى العادة بل قد تمتد الى عام أو عام و نصف أو أكثر يكون فيها " العيل كانن فى بطن أمه" ، بالطبع هذا تفسير مناسب جدا ً لكيف تحمل المرأة من زوجها المتوفى أو اللذى غاب عنها لفترة طويلة ،و بالطبع – من باب الأدب – لم ينطق أحد منا نحن الأجانب الموجودين بكلمة و لكن الأمر لم يعجب أصدقائنا العمانيين المتعلمين لذا أخذو يجادلون فى هذه الفكرة رافضين تصديقها و اخذ الحوار فى الأحتداد حتى غضب أحد الشيوخ كبار السن و صاح قائلا ً : " أنتو ليش مو مصدقين.. أنا نفسى كنيت فى بطن أمى سنتين قبل ما أولد..!!!!"ء

نظرنا الى بعضنا و كتمنا ضحكاتنا بأعجوبة..

الثالث :

أنا لا أبكى.. ليس هذا من قبيل أظهار القوة و الصلابة .. و لكن فى المواقف اللتى أتعرض لها لضغوط نفسية شديدة فأننى – بدلا ً من البكأ تنتابنى حالات فزع تسمى
Panic Breath
و هى عبارة عن ضيق شديد فى التنفس يبدأ فى الفجر و تستمر حتى الظهيرة ، أكون فيها فى أسواء حالاتى حتى أننى يخيل لى اننى أتنفس من ثقب أبرة ، أذكر أنه حين توفت جدتى و بعدها جدى بفترة قصيرة للغاية ( و اللذان كنت أكن لهما الكثير من الحب) أننى لم أذرف دمعة واحدة و لكننى لم أنم لمدة ثلاثة أسابيع لأننى –ببساطة- لم اكن استطيع التنفس...

رباه ، كم أتمنى لو أننى استطيع البكاء...

الرابع :

The Tao of Hashem..."أحد أهم أسرار حياتى هو " طاو هاشم
و هو عبارة عن قائمة تضم كل درس أو حكمة تعلمتها فى حياتى ، الفكرة أخذتها من الفيلسوف الصينى لاو تسيو اللذى ألف كتيبا صغيرا لا يتعدى الصفحتين يدعى " طاو" أى "الطريق" بالصينية و هو – على صغره – من أهم مراجع فى فلسفة شرق أسيا القديمة و كما هى العادة فى تلك البلاد تحولت الطاوية من فلسفة الى ديانة و لكن على العموم لقد أوحى لى هذا بتدوين خبراتى على شكل مبادىء ، لا يهم طولها أو قصرها أو طريقة كتابتها أو حتى ما إذا كانت بالعربية أم بالأنجليزية،.. المهم أن يعبر المبدأ عن الحكمة أو الدرس اللذى تعلمته بأقصى وضوح ممكن ، ولقد أرسلت حوالى أربعة مبادىء منها الى مجموعة الفاجومى فى رسائل متفرقة ، و للأمانة لقد توقعت أن تلقى الكثير من الأهتمام و لكنها لم تلفت انتباه أحد و لم يسألنى عنها الا المشاغب أحمد عزام اللذى سألنى عن عددها ذات مرة...لا بأس .. قد يحتاج الأمر مئات السنين قبل أن يدرك العالم مدى عبقريتى و تواضعى..

بالمناسبة ، هم ثمانية عشرة مبدأ حتى الأن...

الخامس :

لست بارعا ً مع الفتيات ،فبالرغم من أننى كنت فى صغرى أظن أننى ذو جاذبية خاصة و أننى سأكبر لأصبح فاتنا ً إلا أنه بمرور الوقت أخذ هذا الأحساس فى التلاشى و بدأت أوقن الحقيقة المؤلمة : أنا لا أثير أهتمام النساء و لا حتى فضولهن ، القاعدة العامة هنا هى أنهن لا يلاحظننى و لا يذكرننى على الأطلاق ، لذا يمكنكم أن تفهموا مدى سعادتى حين التقيت بتلك الفتاة الروسية الحسناء فى أحد الأماكن و استطعت اقناعها بتناول بعض الشراب معى ، كانت الامسية لطيفة للغاية ولم يضايقنى الا انها قالت لى أنها ستسافر الى بلدها لمدة أسبوعين ثم ستعود و لكننى سعدت كذلك عندما طلبت منى رقم هاتفى كى نتقابل مرة أخرى حين تعود ، تبادلنا أرقام الهاتف و عدت الى المنزل فى قمة السعادة ، انتظرت اسبوعين بفارغ الصبر ثم اتصلت بها ، وجدت الهاتف مغلقا ً فأدركت أنها لم تعد بعد ، أرسلت لها رسالة أسالها عن أحوالها و أطلب منها أن تتصل بى حين تعود..

مرت الأيام و نسيت الموضوع ، و ذات يوم فوجئت بالهاتف يرن و برقم غريب يظهر.. قمت بالرد فسمعت صوت فتاة تصيح بحماس قائلة :
call me, call me..
ثم أغلقت الخط ، بالطبع أنا لم أفهم ما حدث و لأننى لم أرد المغامرة بالقيام بمكالمة دولية للتحدث مع فتاة ما لا أعرفها فقد تجاهلت الموضوع و لم أتصل بها ، فوجئت بعدها برسالة تقول " أنا فلانة.. اتصل بى" ، عندها تذكرت من هى فرددت برسالة على الفور مرحبا ً بها و سألتها عن أحوالها و أين هى الأن.. ردت على برسالة قائلة أنها فى بلدها و أنها ستأتى الى دبى بعد اسبوعين ، رددت بدورى متمنيا ً لها أن تقضى أجازة سعيدة و أن تصل سالمة الى دبى قائلا ً أننى أتمنى لقائها حين تعود.. فردت على برسالة أخرى مفاجئة قائلة : " و لكننى لا أذكرك ، و لا أعلم من أنت..!!!!!".ء

هل رأيتم ماذا يحدث هنا ؟ فى البداية كانت الفتيات يكتفين بتجاهلى و عدم تذكرى ...الأن صرن يجرين مكالمات دولية - فقط - لكى يخبرننى أنهن لا يذكرننى....!!!ء

يمكننى اعتبار هذا تقدما ً....ء

الخميس، فبراير ٠١، ٢٠٠٧

مشروع فينوس

كانت طبيعة المشروع هى سبب اختيارى لمجموعة التخرج تلك ، - فلمن لا يعلم – فإنه يتم فى السنة النهائية فى قسم العمارة اللذى أدرس به تقسيم الدفعة الى مجموعات لمشروع التخرج تختص كل منها بفكرة مشروع معين ، كل منها بالطبع حسب الفكر العام المسيطر على أساتذتها ، و قد كانت فكرة المشروع هى ما جذبتنى، لقد كانت التيمة التى نتحدث عنها هنا هى تصميم وحدة مستقبلية عملاقة تستوعب ألاف البشر و ذات اكتفاء ذاتى و تقوم باستغلال مورد أو أكثر فى المنطقة المقام بها ، باختصار تخيل مدينة كاملة تعيش و تنام و تعمل فى منشأ واحد عملاق...

لذا كما ترون كنت متحمسا ً للغاية ، و شرعت فى العمل و البحث بجدية و لكن سرعان ما تبخرت هذه الحماسة ، فبالتدريج أدركت أن الأمور ليست كما توقعت، أن الأساتذة المشرفين على المجموعة (ربما باستثناء واحد أو اثنين) لا توجد عندهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه ، ففى الوقت اللذى أوشك ذهنى فيه على الانفجار محاولاً ايجاد نظم و علاقات لمختلف نواحى الحياه فى المستقبل ، كانت القاعدة اللازمة للحصول على الامتياز أبسط بكثير مما تخيلت : " اذا كان شكل المبنى غريباً بما يكفى فهو على الأرجح مبنى مستقبلى يصلح لأى شىء" ، المهزلة الحقيقية كانت يوم تسليم المشاريع ، كل ما رأيت كان عبارة عن مجموعة من تصاميم المبانى الخزعبلية لا أكثر ، بلا أدنى فكر من أى نوع ، بل ان البعض قدم مشروعه على انه تصميم لانقاذ البشريه فى حالة حدوث كارثه طبيعية ، أخر قام بتصميم متحف لتاريخ الأنسانية و هكذا تلاشت فى لحظات أى فكرة محورية عن التنمية و المدينة المستقبلية و كيفية استغلال موارد المنطقة المقام عليها المشروع ، ناهيك عن الأخطاء المعمارية الفادحة مثل عدم وجود أماكن للسكن للمقيمين فى تلك المدن ، أو عدم وجود سلالم أو دورات مياه!! باختصار يمكن لأى انسان يمضى أكثر من خمس دقائق بين هذه المشاريع ( و منهم مشروعى بالطبع) أن يدرك حجم الكارثة ، الغريب أن الأساتذة المشرفين كانوا فى قمة السعادة ، لم لا؟ فقد كانت مجموعتنا تضم أغرب تصاميم لمشاريع التخريج كما كان اخراجها جيدا ً باستخدام الكميوتر على عكس المجموعات الأخرى التى اكتفت بأخراج مشاريعها يدويا ً،( اننا مجموعة مستقبلية للغاية كما ترون )..
المهم أننى توصلت لإكتشاف هام ، و هو أنه – بالإضافة الى كونهم لا يعرفون ما يتحدثون عنه – فإن هؤلاء الدكاترة المشرفين ليسوا أيضا ً بالذكاء اللذى يبدون عليه ، و أن أى محاولة منهم لتقديم رؤية مستقبلية ستسفر عن كارثة بكل تأكيد...

لحسن الحظ أن هناك جاك فريسكو...

******************************

لو لم يثر جاك فريسكو اهتمامك فهناك إذن شىء خطاء بكل تأكيد ، فهو – لمن لا يعلم أيضا ً – عالم و معمارى و مخترع ذاتى التعليم ، ، و صاحب سيرة ذاتية مدهشة و ينسب اليه الفضل فى عدد من الأختراعات المعقدة اللتى تحتفظ وزارة الد فاع الامريكية بسرها حتى الأن ، و هو أحد أكثر المهتمين بمستقبل البشرية و لكن ما يميزه حقا ً عن بقية المنظرين المستقبليين هو أنه لا يكتفى بتخيل ما سيكون عليه المستقبل و لكنه لديه خطة لتغيير العالم ككل ، فمن وجهة نظر جاك فإن المنظومة التى يعيش من خلالها العالم حاليا ً لا تصلح لحل مشاكله حتى لو أنفقنا كل ما نملك لتصحيح كافة الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية فإن ذلك يحتاج الى كثير من الوقت و لن يعطى فى النهاية الا تأثيرا ً محدودا ً ، لذا فالحل الأنسب هو إعادة بناء عالم جديد تماما ً معتمدا ً على تكنولوجيا متطورة جدا ً و يتمتع فيه كل فرد بمستوى معيشى عالى للغاية ، فى تناغم تام مع الطبيعة.

Think Tank لذا قام جاك (مع مجموعة من المتحمسين لفكرته و المتخصصين من كافة المجالات ) بإنشاء
فى منطقة فينوس بولاية فلوريدا ، كل هدفها هو التفكير فى حلول لتطوير مستقبل البشرية بل و تطبيق بعض هذه الأفكار على الطبيعة لو أمكن مستغلين مساحة 25 هكتار مخصصة لما أطلق عليه " مشروع فينوس" ، و لأن خزانة التفكير تلك تضم متخصصين من كافة المجالات فقد شملت الحلول المطروحة كافة نواحى الحياة بدأ ً من السكن و المواصلات و حتى تخطيط المدينة ذاته ،و بالفعل ظهرت الكثير من الأفكار المثيرة للاهتمام، على سبيل المثال كانت نماذج المبانى الأولية على شكل قباب لسبب منطقى ، و هو أن شكل القبة هو أقل شكل يحتاج الى مواد بناء لتغطية مساحة ما ، هذا بالاضافة الى كونه تشكيل شديد الثبات و يستطيع مقاومة الزلازل و تحمل سرعات هائلة للرياح و الأعاصير ، و فوق هذا كله فانه يمكن تصنيعه مسبقاً من الخرسانة المسلحة و بالتالى يتم توفير وقت و جهد البناء.

و لكنهم لم يكتفوا بالمبانى الصغيرة ، بل وضعوا تصميمات لناطحات سحاب عملاقة يصل ارتفاعها الى ميل كامل و تضم كافة الخدمات اللتى يحتاجها الفرد بدأ ُ من السكن و العمل و حتى التسويق و التعليم و الترفيه، و ذلك لتوفير مساحات الأراضى و استغلالها كحدائق و متنزهات طبيعية من ناحية و تقليل الحاجه الى الخروج من ناطحات السحاب هذه من جهة أخرى لتوفير
الطاقة و تقليل الضغط على شبكة المواصلات ،(و هو نوع من التطوير لنظريات لوكوربوزيه حول مدينة الغد كما لابد و أن لاحظتم) الفكره هنا باختصار هى أنه اذا عجزنا عن تحقيق التوازن بين الكثافة البشرية و قدرة سطح الأرض على الاستيعاب فاننا قد نحتاج الى الارتفاع فوقه ، بل و قد نحتاج الى اللجوء الى البحر أيضا ً ... لذا قاموا بوضع عدد من التصاميم لمدن تحت سطح البحر و أخرى طافية فوقه..





و لكن حتى تصميم المدينة العادية نفسه كان مختلفأ ، فالذى تم اقتراحه هو ان تنشأ المدينة على شكل دائرة يتوسطها القبة المركزية التى تضم نظام الكمبيوتر اللذى يتولى صيانة المدينة و ادارتها كما تضم مختلف الخدمات التعليمية و الصحية و رعاية الأطفال و ما الى ذلك ، ثم تأتى حلقة من المبنى حول تلك القبة و تضم الخدمات الترفيهية و الثقافية من مسارح و معارض و ما الى ذلك تليها حلقة أخرى تضم الوحدات السكنية المحاطة بالحدائق و المناظر الطبيعية ثم حلقة لتوفير مصادر الطاقة النظيفة و المتجددة ثم حلقة أخيرة للزراعة و الرى و تخصص مناطق خارج المدينة للترفيه و الألعاب كالجولف و ركوب الدراجات و ما الى ذلك ، وهذا التصميم أيضا ً يعتبر تطويرا لنظرية المدينة الحدائقية اللتى تحدث عنها سير ابينزير هوارد فى أواخر القرن الثامن عشر.

كل هذا بالطبع بالاضافة الى مئات التصميمات المعقدة لوسائل نقل و معدات بناء و أجهزة حفر عملاقة ، كل هذا لتقليل التدخل البشرى و توفير الوقت و الجهد ، و لكن جاك لا يكتفى بهذا ، انه يدعوا الى اعادة تشكيل ثقافتنا من جديد ، فكرته هنا هو أننا نتحدث عن الحضارة بوصفها مفهوم ستاتيكى ثابت فى حين أنه فى الحقيقه لا يوجد بشر متحضرون حتى الأن ، فطالما أنه هناك حروب و بوليس و جرائم فإن البشرية مازالت أبعد ما تكون عن التحضر ، و لكن لحسن الحظ أن التجربة قد علمتنا أن السلوك البشرى يمكن تغيره بالسلب أو الايجاب لذا يمكننا – فى ظل الظروف الملائمة – أن نلغى الكثير من المبادىء الهدامة كالجشع و الحقد و الكراهية و التى نكتسبها نتيجة احتكاكنا اليومى بمنظوماتنا الاجتماعية و السياسية ة الاقتصادية و اللتى عجزت عن تقديم أى حلول جذرية أو جادة للمجتمات البشرية بصفة عامة ، بل انه يذهب الى حد أبعد من ذلك و يطالب بتغيير النظام الاقتصادى العالمى اللذى يعتمد على المعاملات النقدية و استبدالة بنظام اخر يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية و هو موضوع طويل و معقد و يحتاج الى مقال منفصل ( على فرض اننى استطيع استيعابه أولا ً)..ء


تذكرت كل هذا و أنا أقراء عن عزم الدولة على تنفيذ مشروع قديم تقدم به د. فاروق الباز لإنشاء تجمع سكانى شريطى فى الصحراء الغربية موازى لنهر النيل بهدف استيعاب النمو السكانى فى مصر و احداث تنمية حقيقية على جزء كبير من أرض مصر ، المشروع كبير و طموح كما ترون ، بل و يصلح تماماُ لأن نطلق عليه مشروع قومى و الأهم أنه مشروع جاد قابل للتنفيذ درسته عقلية علمية لها احترامها ، انا – كعادتى فى تلك المواقف – تحمست للغاية و انا أقراء هذا الكلام ، ان فكرة "البداية الجديدة" فكرة جذابة دائما ُ ، من منا لا يحلم بأن يعود به الزمن الى الوراء ليصحح ما أخطاء فيه و يستفيد مما تعلمه طوال حياته ؟ ، أذكر جيداً أن شعوراً مشابها ً قد جأنى ايام الاعلان الأول عن مشروع توشكى ، لقد كنت صغيرا ً وقتها و كنت متحمسا ً للغاية خاصة فى ظل الضجة الأعلامية اللتى صاحبت هذا الأعلان ، حتى أننى صرت من أنشط الداعين الى مساندة المشروع و صرت أتحدث عنه لكل من حولى بحماس حقيقى ، لو كنا فى الستينات و رأنى أحد زعماء الاتحاد الاشتراكى لولانى رئاسة احدى لجانه بكل تأكيد ، و لكن أخذت الأيام تمر ببطء و بدأت أخبار توشكى فى التناقص و الاهتمام بها يقل حتى تلاشى تماماً ، و هائنذا بعد عشرة أعوام أكتشف أننى كنت مغفلا ً من العيار الثقيل...

و لكن يبدو اننى لم اتعلم الدرس ، لأننى وجدت نفسى – رغما ً عنى – سعيدا ً بما سمعته عن مشروع د. الباز ، و هائنذا تراودنى نفس الأحلام عن المشروع العملاق اللذى سيغير وجه مصر و ينقلها الى مستقبل أفضل ، كل ما أخشاه أن يصبح هذا المشروع مثل أى شىء أخر فى مصر مجرد عمل دعائى صرف تشرف عليه مجموعة من المنتفعين أو متحجرى الفكر اللذين لا يملكون أيه رؤية خاصة – أو عامة – للمستقبل من أى نوع ، اننا فى أشد الحاجه الى من هم مثل جاك فريسكو و مجموعته ، لا أقصد هنا أن نبنى ناطحات سحاب عملاقة أو عربات طائرة ً و لكن أقصد التحرر من الأفكار التقليدية التى ثبت فشلها فى كل مرة و محاولة ايجاد رؤية خاصة بنا تشمل المجتمع ككل و ليس فئة محددة منه ..باختصار نحتاج الى الابتكار الحقيقى والابداع الأصلى..

ترى هل هذا صعب؟ هل هذا مستحيل؟ هل يمكن أن نصنع شيئاً جميلا ً هذه المره و لو على سبيل التغيير؟ ترى هل يمكن أن نبدأ من جديد؟ انا عن نفسى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التفاؤل برغم كل شىء و لكن ما أدرانى؟

لقد تحمست لمشروع توشكى من قبل...ء

كلمة أخيرة

يوجين : ماذا عن موضوع الاختلاس هذا؟
ألان شور : اه .. هذا يمكن تفسيره ببساطة ، لقد قمت بنصف ما قام به روبن هود ... أخذت من الأغنياء...ء
يوجين : ثم؟
ألان شور : ثم لا شىء ، هذا ما قصدته بنصف ما قام به روبن هود...!!!ء

The practice من مسلسل
بتصرف We the people حلقة

الجمعة، يناير ٢٦، ٢٠٠٧

حكمة الجمعة -05

إعمل الخير وارمه في البحر .. بشرط أن يراك أحدهم وأنت تفعل ذلك .. عندها سيخبر الآخرين أنك لا تفعل الخير فقط
بل وترميه في البحر أيضاً ..!!ء
من قصاصات صالحة للحرق
د. أحمد خالد توفيق

الأحد، يناير ١٤، ٢٠٠٧

قصيدة كيميائية

فقط عندما أخذت أقلب فى أوراقى القديمة تذكرت هذا الموقف ، كانت تلك هى ليلة امتحان نهاية العام لمادة الكيمياء لإعدادى هندسة، و كنت مرهقا ً للغاية و أرغب فى النوم ، و كما خمنتم كانت معلوماتى فى هذه المادة تماثل بالضبط معلومات أحمد زويل عن الباليه المائى ، لذا فعلت ما يفعله أى طالب يحترم نفسه و قمت بتأليف قصيدة قصيرة تصف حالتى وقتها ، و للأمانه لقد كنت أقراء وقتها رواية خفيفة الظل لأحمد بهجت تسمى تحتمس 400 بشرطه و قد أعجبتنى الأشعار بها للغاية و لن يجد من قرأ الرواية صعوبة فى ملاحظة التشابه ، لا أدرى لماذا اذكرها لكم الأن و لكننى أرجو أن تحوز إعجابكم ، و لكن – للأمانه أيضاً – لن أحزن كثيرا ً لو لم تحصل عليه ، أنا لست شاعراً بطبعى و لن تجرح مشاعرى لو أخبرتونى أننى لا أفقه شيئاً .. كما أننى لا أنوى أن أزعجكم بأية قصائد أخرى على المدى القريب على الأقل...

لا تخشوا شيئاً إذا ً..
ء

قصيدة كيميائية

المواد الكيميائية
و الخلايا الكهربيه
بيها فضل العلم جامد
و الحياه صبحت هنيه

التاريخ بكره يباهى
بالدكاتره الميه ميه
بس بيثير انتباهى
المعادلات هيا هيه

يا ترى الكلام ده فارغ؟
و لا العيب ده منى فيا؟
ليه مابتردوش عليا؟
هوانا بانطق جريجى؟
أنا مش فاهم أى حاجه
الجزئىء بيروح و يجى
زى ساقيه تلف بيا

لكن يحيا العلم برضه
و السرير و البطانيه...
ء

محمد هاشم
يوم ما فى عام 1997 (على ما أذكر)..ء

الثلاثاء، يناير ٠٩، ٢٠٠٧

صور و كلمات -03


صباح الخير ".. قالتها "
فشكرًا أيها القدرُ ..
لنصف دقيقة أدركت.. كيف الموت يحتضرُ
وكيف بلفظة خجلى
بلا معنى
ولا مغزى
تعود الشمس في صدري ..
وأوقن أنني بشر ُ ..!!
ء

*****

الكلمات : د. أحمد خالد توفيق
المصور : مجهول


الجمعة، يناير ٠٥، ٢٠٠٧

حكمة الجمعة - 04

الفقر ليس عاراً ... و لكنه ليس شرفاً أيضاً...ء

القاعدة الحادية عشرة من
The Tao of Hashem

الاثنين، يناير ٠١، ٢٠٠٧

مقولة اليوم - 02

إياك أن تنساق لمشاعرك و تقرر الزواج إرضاء لأمك ...لا أحد يتزوج إكراماً لأم هاشم.... حتى هاشم نفسه...!!ء
من " حزب العزاب" لد. تامر أحمد
لسبب ما شعرت أنه يتحدث عنى بشكل أو بأخر