و ستيف موس – لمن لا يعلم – هو محرر كتاب (أقصر قصص العالم )، وهو يؤمن أن متغيرات العصر الحديث تفرض ايقاعا مختلفاً للكتابة الأدبية . وأن السرعة المتزايدة لحصول الأحداث و الوقائع و التواصل البشري و التكنولوجي تقتضي تغيرا عميقا في نهج و اسلوب الكتابة الأدبية التي يرى أنها لم تواكب العصر بالسرعة الكافية لهذا كانت فكرته فى منتهى البساطة و هى القيام بعمل اعلان عام لجميع الكتاب - المحترفين و الهواة- يطلب فيه أن يبعثوا له بقصصهم القصيرة شريطة ان لا يتجاوز عدد كلماتها 55 كلمة مهما كان .يقول موس " لقد اتهمت بالجنون ، البعض اتهمني بالتحذلق ، و البعض تساءل لماذا 55 كلمة فقط" العدد لم يكن مقصودا لذاته في تجربة موس ، كان ما يريده هو قصة جيدة باقل عدد من الكلمات و وجد ان الرقم 55 يكفي لملء صفحة واحدة بخط كبير و واضح .يعترف موس بأن القصص الجيدة كانت قليلة جداً في البداية و أن مستواها اصابه بالاحباط .. لكنه لم ييأس وواصل البحث و الجمع حتى تجمعت لديه مجموعة مغرية بالنشر في عام 1995 و التى يقول عنها :. " كانت مجموعة مدهشة .. لن تستطيع ان تكتفي بقرآءة قصة واحدة فقط ..سوف تتابع قراءة القصص التالية دون ان تشعر " .يقول موس في مقدمته ان منهجه الجديد في البحث عن القصة المختزلة ليس جديداً تماماً و أن الكتاب الكلاسيكين القدامة كانت لهم تجارب في هذا الميدان رغم انهم كانو ابناء عصر يشجع على الاسهاب و الاطالة ، و مثاله المفضل في ذلك هو الكاتب أو. هنري في ( هدية ماجي) و الكاتب هـ . منرو في قصته الصغيرة ( النافذة المفتوحة) و يضيف " تخيل لو أن الكاتب أو. هنري لم يكن يملك إلا ظهر بطاقة صغيرة ليكتب عليها قصته..بالتأكيد كان سينضم الى مجموعتنا هذه!" . و لقد وجد موس ترحيبا متصاعدا بمنهجه المبتكر و ان رسائل عديدة تصله من جهات عده تخبره انها اعتمدت اسلوبه في تعليم مادة الصحافة و الخطابة في المدارس و الجامعات و أن عدداً من الكتاب الهواة الذين بدأو معه في كتابة قصة ال55 كلمة شرعوا في نشر رواياتهم الأولى .. و التي لم تكن قصيرة على الاطلاق .
و يبدو ستف موس متفائلاً جداً مع صدور الطبعة الثانية من كتابه مطلع العام الماضي محققاً أرقاماً عالية في التوزيع و متصدراً قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لأسابيع عدة و هو ما يراه خير برهان على صدق نظريته ، و لكن الأمر لم يتوقف هنا بل بدأ فى التصاعد و حظى بكثير من الأهتمام حتى أصبح يطلق عليه فى الأوساط الأدبية " أدب الخمسة و خمسون "
و قواعد هذا النوع من القصة هى
لا يجب أن تتعدى كلمات القصة الخمسة و خمسون كلمة.
الكلمة هى ما يتكون من ثلاثة حروف أو أكثر ( و هو تحريف من القاعدة الانجليزية التى تنص أن الكلمة هى ما ذكر فى القاموس و لكنه تحريف يناسب اللغة العربية المليئة بحروف العطف و الجر و التى توزن فيها الكلمات على وزن "فعل").
العنوان لا يحتسب من ضمن القصة و لكن لا يجب أن يزيد عن سبعة كلمات.
الرموز مثل( د.) و (م.) تعتبر كلمة لأنها اختصار لكلمة.
الأرقام مثل 87689 تحتسب ككلمة.
يجب أن تحتوى القصة على شخصيات و صراع و حل ، باختصار ما يجعل القصة القصيرة قصة قصيرة
لذا كما ترون فأننى معجب للغاية بهذا النوع من القصص لذا قررت أن أعرض لكم بعضها هنا و أتمنى أن تنال أعجابكم ، و من يدرى فقد تثير حماس بعضكم لكتابتها ، فقط أطلب منكم لو حدث هذا أن تقوموا بأرسالها الى و أعدكم أن أقوم بنشرها هنا... انتم تعلمون أننى أنسان متواضع و رائع و احب مساعدة المواهب الشابة...
لماذا هذه الدهشة أذا..؟؟
**************
الأولى
في بداية الامر اعتقدت ان هذا الرجل مغرور وحقير, لكنها انجذبت نحوه عندما بدأت بالانتباه اليه . هو رجل طيب عندما تعرفه عن قرب، ادركت المرأة ذلك . تزوج الاثنان, لكنه لم يكن عادلا معها بعد ذلك. اشتكت منه المرأة كثيرا . طلّقها الرجل . الآن تعتقد ان هذا الرجل مغرور وحقير.
***************
رن جرس الهاتف ثانية ، أغلقت عينيها و تنهدت . جزء منها كان مشتاقاً للاستسلام للفنتازيا المحرمة . حركت الخاتم الذهبي حول اصبعها ، تطلعت الى الساعة .."بوب " لن يعود الى المنزل قبل الحادية عشرة ..ببطء رفعت السماعة وتمتمت " لمرة واحدة فقط..لن أكررها ابداً ..." ء
دايفد دي فوس
****************
تدريب ملاحى
، أدار الطائرة ال747 ناحية الغرب ، القبطان يقودها بسلاسة فوق المطبات الجوية ، قال المراقب " الطائرة يونايتد 674 ء، اتجه الى اليسار نحو 265 " ...ء
استدار القبطان بلا اتزان و هبطنا فى المطبات الهوائية ، أهتزت الطائرة بشدة و ارتفع الهدير ، تحطم شىء ما و تدحرجت طائرتنا ال747...
توقف محاكى الطائرات عن العمل و أخذوا يعدونه للأختبار التالى..
قلت :" فى المرة القادمة انتبه الى الأرتفاع يا سيد عطا..."ء
جيمس ميرفى الثانى
لومبوك
********************
معطف
لم تتوقع أبدا أن تكتشف مفاجأة كتلك بالصدفة ، لقد اشترى لها زوجها معطف الفراء اللذى طالما حلمت به ، أخذت تتحسسه فى انبهار و رهبة ... تبا ً .... لقد أخطأ زوجها – كعادته - فى اختيار المقاس ... انها تحتاج الى معطف اصغر بقياسين على الأقل ، لا بأس ، يمكنها استبداله فيما بعد ، انتبهت فجأة الى الصورة الحميمة التى تجمع زوجها بجارتها الحسناء الشابة ...
ان زوجها لم يخطىء فى اختيار المقاس هذه المرة..
محمد هاشم
الشارقة
*****************
فى المشرحة
" لقد تم سحب دماء الضحية بالكامل، من الواضح أن هذا تم من خلال هذان الثقبان الصغيران فى العنق" قال المشرح.
تسأل المساعد : " هل تظن أنه .. أنت تعلم ... هل هذا ممكن ؟"ء
" لا ، انه مجرد مخبول"
" هل أنت واثق؟ "
نظرا لبعضهما لوهلة ثم أنفجرا فى الضحك ، و لكنهما توقفا حين بدأت الجثة فى الضحك أيضا ً....ء
روس ليسكو
لايك وود - أوهايو
****************
المراسم الأخيرة
غمغم : " أننى أموت"
همست : " أعلم "
" هل يمكنك أن تسامحينى على كل الألم اللذى سببته لك ؟"
بدت كالظل بجوار سرير المستشفى
قالت " لقد جرحتنى .. جرحتنى بشدة.."
" أعلم ، فقط أخبرينى أنك سامحتينى "
قبلت أصابعه الباردة برقة
قال بوهن : " انى ذاهب الأن "
قالت بسعادة : " حسن .... أذهب الى الجحيم"
جيريل سوينجل
أوفاليون
***********
" الكلية كانت مجرد نسمة عليلة " . قال (جينجس) و هو يغسل يده الملطخة " مع كل هذا الاقتطاع في المصروفات ، لم يكن باستطاعتهم التدريس، كانوا فقط يعطوننا الدرجات و يتركوننا لحال سبيلنا "-" و كيف تعلمت؟"-" نحن لم نتعلم ..لم نتعلم..ولكن من يهتم ..انظري الى وضعي الآن"فتحت ممرضة الباب وغمغمت -" دكتور (جنينجس) أنت مطلوب في غرفة العمليات"
رون باست
**********
حب
المسألة ليست أنه لم يكن يحبها و لكنه تغير ، فمنذ علم بحملها و هو دائم الشرود ، ان هذا الخطأ قد يكلفه الكثير ، سمعته ، عمله ، زوجته ، أبناؤه ، باختصار كل شىء ، و لكنه وعدها أن يصلح ما أفسده ، ضمها اليه ، دفنت وجهها فى صدره شاعرة بالطمأنينه ، انتبهت الى صوت بكاؤه قبل أن تدرك أنها لا تستطيع التنفس و أن يداه تضغطان على عنقها بقوة ...
المسألة ليست أنه لم يكن يحبها... هو – فقط – يحب نفسه أكثر.
محمد هاشم
الشارقة
هناك ١١ تعليقًا:
هاشم
مش هقولك حاجة ! خسارة انك مش كاتب معروف
رائع يا هاشم والله ، بستكيف من كلامك وبتمخمخ وبرجع اقراه اكتر من مره
رائع
محمد هاشم عندما يكتب فعليك ان تقرا بتان و تفهم الغرض من الرساله
محمد هاشم اولا اهنئك على القصتين القصيرتين من مجموعة ال 55
عجبتنى جدا الفكرتين و خاصة فكرة خنق العشيقة لان العاشق يحب نفسه
طبعا هو ضعيف و غي قادر على مواجهة العالم لذلك فهو يعيش فى الظلام فرد فعله طبيعى و لكن غير الطبيعى التصوير لمشهد النهاية بعد تمهيد يوحى بعكسها
جميل يا هاشم
بش عاوزين نعرف القصتين دول اتنشروا فى الكتاب ولا ناوى تعمل انت كتاب لوحدك؟
طارق المملوك
عزيزي هاشم
ترابط الافكار وعرضها بصوره مختصره ومكثفه هو السمه المميزه للقصه القصيره ولكن طريقه الفلاش لعرض موقف هي موهبه كاتب عبقري ليجعلك تنسج كامل احداث القصه من موقف واحد ولذا قليلون هم من يكتبون هذا النوع
ذكرني ان اعرض عليك ما كتبته بعنوان ( قصصي التي لن تنتهي)
عارف رغم انى مهتمة بالقراءة لكن محاولاتي فى الكتابة تساوى صفر تقريبا بس ده لانشغالى بجد ده من ناحية ومن ناحية تانية لانى عندى افكار كتير عاملة زحمة فى دماغى فلو جبت اكتب حاجة هتنط فكرة تانية تبوظ البداية الاولانية وهكذا
لكن لما جيت افكر معاك فى حكاية قصة ال55 كلمة لقيتها تجنن
اولا لانك هتكتب حكاية مختصرة ومعبره ومش هتاخد وقت فى القراءة لكن تاخد وقتها براحتها فى التفكير الحاجة التانية انها عشان توصل ليها ممكن تقعد تغير وتبدل الى كتبته لحد ماتجيب ال55 كلمة اللى يعملوا اللى هيعملوا المعنى وده هيطلع افضل البدائل يعنى نسخة منقحة
عندى فكرة يمكن مش مناسبة بس حبيت اجربها ماتيجى نجرب سواء هنا او على الفاجومى جروب اننا نعمل الحكاية دى وسواء اللى يكتبوا او اللى راسهم مزحومة زىى يحاولوا يطلعوا حاجة بالشكل ده ونعمل مجموعة من القصيصات القصيرة جدا وبلاش نغلس على نفسنا ونخليهم 30 كلمة
لا نبحبحها شوية ونخليهم 57 ان شا الله ماحد حوش
ايه رايك
طبعا محتاج حبوب للصداع من طول الرسالة
هاشم
احييك كالعاده علي مدونتك الرائعه ، و اسلوبك الجميل
ارجو ان تستمر في الكتابه بمعدل اكبر
رغم اني من عشاق الروايه ، الا انني معجب بتجربة ال55 كلمه الي حد كبير
في انتظار ابداعات اخري
خالد
ولو اني زي ما قلتلك مقتنعتش اوي بموضوع الخمسة وخمسين ده بس قلت أجرب .. ابقي تعالي عندي وقلي رأيك
أنت فين ؟؟ هتفضل مختفي كده كتير يعني؟؟؟
وحشتنا
اشكرك للتنويه عن هذا الكتاب
اعجبني جدا ما كتبت انت
و خصوصا الاخيره
تحياتي
انا مثلك افضل القصص القصيرة جدا
و احاول كتابتها
لكن اعتقد اني لا اطبق قاعدة ال55كلمة
و لكن ربما تصل الى ال 100 كلمة
اتمنى ان تزورني و تقرا اخر كتاباتي و تخبرني بالناقص فيها
تحياتي
sampateek
لاسباب غير معروفة لا استطيع ان اترك تعليقي السابق باسمي
http://kalbozza.blogspot.com
تصدق يا محمد ان الحكاية بتاعت الطالب اللي انت وقعتله علي الشاسيه علي الرغم من انك حكيتها لي شخصيا و علي الرغم من اني قريتها امبارح و ضحكت عليها الا اني لما قريتها تاني النهارده اترميت علي الارض من الضحك.
إرسال تعليق