الخميس، فبراير ٠١، ٢٠٠٧

مشروع فينوس

كانت طبيعة المشروع هى سبب اختيارى لمجموعة التخرج تلك ، - فلمن لا يعلم – فإنه يتم فى السنة النهائية فى قسم العمارة اللذى أدرس به تقسيم الدفعة الى مجموعات لمشروع التخرج تختص كل منها بفكرة مشروع معين ، كل منها بالطبع حسب الفكر العام المسيطر على أساتذتها ، و قد كانت فكرة المشروع هى ما جذبتنى، لقد كانت التيمة التى نتحدث عنها هنا هى تصميم وحدة مستقبلية عملاقة تستوعب ألاف البشر و ذات اكتفاء ذاتى و تقوم باستغلال مورد أو أكثر فى المنطقة المقام بها ، باختصار تخيل مدينة كاملة تعيش و تنام و تعمل فى منشأ واحد عملاق...

لذا كما ترون كنت متحمسا ً للغاية ، و شرعت فى العمل و البحث بجدية و لكن سرعان ما تبخرت هذه الحماسة ، فبالتدريج أدركت أن الأمور ليست كما توقعت، أن الأساتذة المشرفين على المجموعة (ربما باستثناء واحد أو اثنين) لا توجد عندهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه ، ففى الوقت اللذى أوشك ذهنى فيه على الانفجار محاولاً ايجاد نظم و علاقات لمختلف نواحى الحياه فى المستقبل ، كانت القاعدة اللازمة للحصول على الامتياز أبسط بكثير مما تخيلت : " اذا كان شكل المبنى غريباً بما يكفى فهو على الأرجح مبنى مستقبلى يصلح لأى شىء" ، المهزلة الحقيقية كانت يوم تسليم المشاريع ، كل ما رأيت كان عبارة عن مجموعة من تصاميم المبانى الخزعبلية لا أكثر ، بلا أدنى فكر من أى نوع ، بل ان البعض قدم مشروعه على انه تصميم لانقاذ البشريه فى حالة حدوث كارثه طبيعية ، أخر قام بتصميم متحف لتاريخ الأنسانية و هكذا تلاشت فى لحظات أى فكرة محورية عن التنمية و المدينة المستقبلية و كيفية استغلال موارد المنطقة المقام عليها المشروع ، ناهيك عن الأخطاء المعمارية الفادحة مثل عدم وجود أماكن للسكن للمقيمين فى تلك المدن ، أو عدم وجود سلالم أو دورات مياه!! باختصار يمكن لأى انسان يمضى أكثر من خمس دقائق بين هذه المشاريع ( و منهم مشروعى بالطبع) أن يدرك حجم الكارثة ، الغريب أن الأساتذة المشرفين كانوا فى قمة السعادة ، لم لا؟ فقد كانت مجموعتنا تضم أغرب تصاميم لمشاريع التخريج كما كان اخراجها جيدا ً باستخدام الكميوتر على عكس المجموعات الأخرى التى اكتفت بأخراج مشاريعها يدويا ً،( اننا مجموعة مستقبلية للغاية كما ترون )..
المهم أننى توصلت لإكتشاف هام ، و هو أنه – بالإضافة الى كونهم لا يعرفون ما يتحدثون عنه – فإن هؤلاء الدكاترة المشرفين ليسوا أيضا ً بالذكاء اللذى يبدون عليه ، و أن أى محاولة منهم لتقديم رؤية مستقبلية ستسفر عن كارثة بكل تأكيد...

لحسن الحظ أن هناك جاك فريسكو...

******************************

لو لم يثر جاك فريسكو اهتمامك فهناك إذن شىء خطاء بكل تأكيد ، فهو – لمن لا يعلم أيضا ً – عالم و معمارى و مخترع ذاتى التعليم ، ، و صاحب سيرة ذاتية مدهشة و ينسب اليه الفضل فى عدد من الأختراعات المعقدة اللتى تحتفظ وزارة الد فاع الامريكية بسرها حتى الأن ، و هو أحد أكثر المهتمين بمستقبل البشرية و لكن ما يميزه حقا ً عن بقية المنظرين المستقبليين هو أنه لا يكتفى بتخيل ما سيكون عليه المستقبل و لكنه لديه خطة لتغيير العالم ككل ، فمن وجهة نظر جاك فإن المنظومة التى يعيش من خلالها العالم حاليا ً لا تصلح لحل مشاكله حتى لو أنفقنا كل ما نملك لتصحيح كافة الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية فإن ذلك يحتاج الى كثير من الوقت و لن يعطى فى النهاية الا تأثيرا ً محدودا ً ، لذا فالحل الأنسب هو إعادة بناء عالم جديد تماما ً معتمدا ً على تكنولوجيا متطورة جدا ً و يتمتع فيه كل فرد بمستوى معيشى عالى للغاية ، فى تناغم تام مع الطبيعة.

Think Tank لذا قام جاك (مع مجموعة من المتحمسين لفكرته و المتخصصين من كافة المجالات ) بإنشاء
فى منطقة فينوس بولاية فلوريدا ، كل هدفها هو التفكير فى حلول لتطوير مستقبل البشرية بل و تطبيق بعض هذه الأفكار على الطبيعة لو أمكن مستغلين مساحة 25 هكتار مخصصة لما أطلق عليه " مشروع فينوس" ، و لأن خزانة التفكير تلك تضم متخصصين من كافة المجالات فقد شملت الحلول المطروحة كافة نواحى الحياة بدأ ً من السكن و المواصلات و حتى تخطيط المدينة ذاته ،و بالفعل ظهرت الكثير من الأفكار المثيرة للاهتمام، على سبيل المثال كانت نماذج المبانى الأولية على شكل قباب لسبب منطقى ، و هو أن شكل القبة هو أقل شكل يحتاج الى مواد بناء لتغطية مساحة ما ، هذا بالاضافة الى كونه تشكيل شديد الثبات و يستطيع مقاومة الزلازل و تحمل سرعات هائلة للرياح و الأعاصير ، و فوق هذا كله فانه يمكن تصنيعه مسبقاً من الخرسانة المسلحة و بالتالى يتم توفير وقت و جهد البناء.

و لكنهم لم يكتفوا بالمبانى الصغيرة ، بل وضعوا تصميمات لناطحات سحاب عملاقة يصل ارتفاعها الى ميل كامل و تضم كافة الخدمات اللتى يحتاجها الفرد بدأ ُ من السكن و العمل و حتى التسويق و التعليم و الترفيه، و ذلك لتوفير مساحات الأراضى و استغلالها كحدائق و متنزهات طبيعية من ناحية و تقليل الحاجه الى الخروج من ناطحات السحاب هذه من جهة أخرى لتوفير
الطاقة و تقليل الضغط على شبكة المواصلات ،(و هو نوع من التطوير لنظريات لوكوربوزيه حول مدينة الغد كما لابد و أن لاحظتم) الفكره هنا باختصار هى أنه اذا عجزنا عن تحقيق التوازن بين الكثافة البشرية و قدرة سطح الأرض على الاستيعاب فاننا قد نحتاج الى الارتفاع فوقه ، بل و قد نحتاج الى اللجوء الى البحر أيضا ً ... لذا قاموا بوضع عدد من التصاميم لمدن تحت سطح البحر و أخرى طافية فوقه..





و لكن حتى تصميم المدينة العادية نفسه كان مختلفأ ، فالذى تم اقتراحه هو ان تنشأ المدينة على شكل دائرة يتوسطها القبة المركزية التى تضم نظام الكمبيوتر اللذى يتولى صيانة المدينة و ادارتها كما تضم مختلف الخدمات التعليمية و الصحية و رعاية الأطفال و ما الى ذلك ، ثم تأتى حلقة من المبنى حول تلك القبة و تضم الخدمات الترفيهية و الثقافية من مسارح و معارض و ما الى ذلك تليها حلقة أخرى تضم الوحدات السكنية المحاطة بالحدائق و المناظر الطبيعية ثم حلقة لتوفير مصادر الطاقة النظيفة و المتجددة ثم حلقة أخيرة للزراعة و الرى و تخصص مناطق خارج المدينة للترفيه و الألعاب كالجولف و ركوب الدراجات و ما الى ذلك ، وهذا التصميم أيضا ً يعتبر تطويرا لنظرية المدينة الحدائقية اللتى تحدث عنها سير ابينزير هوارد فى أواخر القرن الثامن عشر.

كل هذا بالطبع بالاضافة الى مئات التصميمات المعقدة لوسائل نقل و معدات بناء و أجهزة حفر عملاقة ، كل هذا لتقليل التدخل البشرى و توفير الوقت و الجهد ، و لكن جاك لا يكتفى بهذا ، انه يدعوا الى اعادة تشكيل ثقافتنا من جديد ، فكرته هنا هو أننا نتحدث عن الحضارة بوصفها مفهوم ستاتيكى ثابت فى حين أنه فى الحقيقه لا يوجد بشر متحضرون حتى الأن ، فطالما أنه هناك حروب و بوليس و جرائم فإن البشرية مازالت أبعد ما تكون عن التحضر ، و لكن لحسن الحظ أن التجربة قد علمتنا أن السلوك البشرى يمكن تغيره بالسلب أو الايجاب لذا يمكننا – فى ظل الظروف الملائمة – أن نلغى الكثير من المبادىء الهدامة كالجشع و الحقد و الكراهية و التى نكتسبها نتيجة احتكاكنا اليومى بمنظوماتنا الاجتماعية و السياسية ة الاقتصادية و اللتى عجزت عن تقديم أى حلول جذرية أو جادة للمجتمات البشرية بصفة عامة ، بل انه يذهب الى حد أبعد من ذلك و يطالب بتغيير النظام الاقتصادى العالمى اللذى يعتمد على المعاملات النقدية و استبدالة بنظام اخر يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية و هو موضوع طويل و معقد و يحتاج الى مقال منفصل ( على فرض اننى استطيع استيعابه أولا ً)..ء


تذكرت كل هذا و أنا أقراء عن عزم الدولة على تنفيذ مشروع قديم تقدم به د. فاروق الباز لإنشاء تجمع سكانى شريطى فى الصحراء الغربية موازى لنهر النيل بهدف استيعاب النمو السكانى فى مصر و احداث تنمية حقيقية على جزء كبير من أرض مصر ، المشروع كبير و طموح كما ترون ، بل و يصلح تماماُ لأن نطلق عليه مشروع قومى و الأهم أنه مشروع جاد قابل للتنفيذ درسته عقلية علمية لها احترامها ، انا – كعادتى فى تلك المواقف – تحمست للغاية و انا أقراء هذا الكلام ، ان فكرة "البداية الجديدة" فكرة جذابة دائما ُ ، من منا لا يحلم بأن يعود به الزمن الى الوراء ليصحح ما أخطاء فيه و يستفيد مما تعلمه طوال حياته ؟ ، أذكر جيداً أن شعوراً مشابها ً قد جأنى ايام الاعلان الأول عن مشروع توشكى ، لقد كنت صغيرا ً وقتها و كنت متحمسا ً للغاية خاصة فى ظل الضجة الأعلامية اللتى صاحبت هذا الأعلان ، حتى أننى صرت من أنشط الداعين الى مساندة المشروع و صرت أتحدث عنه لكل من حولى بحماس حقيقى ، لو كنا فى الستينات و رأنى أحد زعماء الاتحاد الاشتراكى لولانى رئاسة احدى لجانه بكل تأكيد ، و لكن أخذت الأيام تمر ببطء و بدأت أخبار توشكى فى التناقص و الاهتمام بها يقل حتى تلاشى تماماً ، و هائنذا بعد عشرة أعوام أكتشف أننى كنت مغفلا ً من العيار الثقيل...

و لكن يبدو اننى لم اتعلم الدرس ، لأننى وجدت نفسى – رغما ً عنى – سعيدا ً بما سمعته عن مشروع د. الباز ، و هائنذا تراودنى نفس الأحلام عن المشروع العملاق اللذى سيغير وجه مصر و ينقلها الى مستقبل أفضل ، كل ما أخشاه أن يصبح هذا المشروع مثل أى شىء أخر فى مصر مجرد عمل دعائى صرف تشرف عليه مجموعة من المنتفعين أو متحجرى الفكر اللذين لا يملكون أيه رؤية خاصة – أو عامة – للمستقبل من أى نوع ، اننا فى أشد الحاجه الى من هم مثل جاك فريسكو و مجموعته ، لا أقصد هنا أن نبنى ناطحات سحاب عملاقة أو عربات طائرة ً و لكن أقصد التحرر من الأفكار التقليدية التى ثبت فشلها فى كل مرة و محاولة ايجاد رؤية خاصة بنا تشمل المجتمع ككل و ليس فئة محددة منه ..باختصار نحتاج الى الابتكار الحقيقى والابداع الأصلى..

ترى هل هذا صعب؟ هل هذا مستحيل؟ هل يمكن أن نصنع شيئاً جميلا ً هذه المره و لو على سبيل التغيير؟ ترى هل يمكن أن نبدأ من جديد؟ انا عن نفسى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التفاؤل برغم كل شىء و لكن ما أدرانى؟

لقد تحمست لمشروع توشكى من قبل...ء

كلمة أخيرة

يوجين : ماذا عن موضوع الاختلاس هذا؟
ألان شور : اه .. هذا يمكن تفسيره ببساطة ، لقد قمت بنصف ما قام به روبن هود ... أخذت من الأغنياء...ء
يوجين : ثم؟
ألان شور : ثم لا شىء ، هذا ما قصدته بنصف ما قام به روبن هود...!!!ء

The practice من مسلسل
بتصرف We the people حلقة

هناك ١٥ تعليقًا:

قاسم أفندي يقول...

العزيز هاشم
أسمح لي أقولك أني بجد "اتكيفت" من الموضوع ده جدا وفي ثلاث نقاط عايز أحب أنقاشهم معاك
:الأولي
نقطة عملية
بوتقة الهوية العربية ونموذج إمارة دبي في التخلص منها

الثانية:
نقطة محبطة
مشاريع كثيرة أخري تحمسنا لها ثم أخذنا بمبة وليس فقط توشكى، ما أذكر منه مشروع سداد ديون مصر وحملة عايزنها تبقي خضرا ومشروع شرق التفريعة وفوسفات ابو طرطور و أرض الفيروز لللأسف يا عزيزي آخر مشروع شعبي ناجح كان مشروع القرش لصناعة الطرابيش محليا في أوائل القرن التاسع عشر

الثالثة:
تجربة شخصية
كان بحث رسالة الماجستير الخاص بي موضوعه البيت المستقل
Autonomous house
والموضوع شيق ومثير وقابل للتنفيذ فعليا في مصر ولكن للأسف حتي مجرد البحث في مواضيع كتلك يتم الحجر عليه نتيجة نظام تعليم فاشل .. هابقي أقولك في سرك مين كان الدكتور المشرف

في انتظار المزيد برضه

غير معرف يقول...

محمد .. لو كل ما تكتب بوست مفروض يبان من تعليقي اني اتملقك فقط لاني سأثني عليه ثناءاُ غير طبيعي فهذا مؤشر ليس بالجيد ... مفروض تكتب حاجة في الهجايص ... ليتك يوماً تكتب في السياسة

بمناسبة تغيير نظام الاقتصاد العالمي ، أعتقد أن الأنسب له الان أن يعتمد على البيض ... رائع كعادتك يا هاشم

kmam يقول...

العزيز هاشم
مقالك هذه المره رائع كعادتك – فانت قادم من عالم هاشم الرائع المثير – الاجمل هو ان المقال اثار عدة موضوعات بجانب موضوعه الرئيسي ، مثل نظام التعليم والاعلام و دوره في صناعة العقول و و علماء مصر في الخارج و كلها موضوعات تحتاج الي مقالات منفصله اتمني ان اراها هنا علي مدونتك
تحياتي
خالد مصطفي

احمد عزام يقول...

انني متحمس.....هاهاها
اعتقد اني قلتها كثيرا مثلك وفي خضم هذا الشعور الجميل كنت افيق علي الواقع المرير..... اننا فشله تماما في التنسيق فيما بيننا او حتي في التخطيط لتنفيذ الافكار الجيده.....تري لماذا؟
فبيننا مبدعون ومخططون واصحاب عقول خلاقه...ولكن باختصار الشخص المناسب ليس في المكان المناسب
وهذه هي المشكله.
عزيزي هاشم تذكر معي هذا الموقف
داني :اتدري لماذا نحن متميزون؟
الن:وما هو السبب بالتحديد؟
داني:انظر حولك..اننا صفوه هذا المجتمع كما اننا نمتلك المال
الن:اجل اننا نمتلك المال ...الكثير منه ولكننا نمتلك العقل لنديره ولهذا نحن متميزون

احمد عزام يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

اخي العزيز محمد هاشم ارجو الا تتحمس كثيرا لأنك لو نظرت حولك لتجد ان اصحاب الافكار البناءة كدكتور الباز يتزايدون بنسبة 1 % اما اصحاب الافكار الهدامة فيتزايدون بنسبة 99% و لا اهبط حماستك ان قلت لك ان السرقات التي تمت في مشروع توشكي لو تمت ثانية لقلت الحمد لله ان معدل السرقات ثابت

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك و رحمة الله و بركاته
اخي الحبيب محمد حفظك الله
المقاله بالكامل اعجبتني لأنها تخرج من شباب متحمس و متطور ينظر للأمور بمنظار الحياة الصحيحه
و انا استغرب انك مستغرب ان الدكاترة المشرفين على مشروع التخرج بيفكروا كده لآنه فاقد الشيئ لا يعطيه
لو سالت نقسك عن كميه ألأبحث المبدعه التي عملوها هؤلاء الكاتر لعرفت ان سبب إستغرابك في غير محله
اما ما رايته من مباني من تصميم مصممين عالمين فهي في راي إنها رايه فيه بعض الواقعيه و كثير من التخبل و الحلم الغير منطقي من حيث الحدوث لأسباب كثيره فنحن لسنا على سطح القمر نحصر مجتمع معين من اليشرو لننا مجتمع بشر من خصائصه إنه مجتمع إجتماعي رغم كل العولئق و التفكير بناطحات سحاب كبيرة ليه هل ليس لدينا أراضي نبني عليها و الكل يعرف و اعتقد غنك اول الناس الذين يعرفوا المشاكل ألأجتماعيه و الإقتصاديه لهذه الناطحات و ما يسببها من ازمات نفسيه ؟
احب أن تنشئ بيوت باشكال جكيله على بقع صغيره بتعطي بهجه للنفس
يمكن بقول هذا الكلام فأنا اكره هذه العمارات العاليه و ارفض اسكنها إلا للضروره
على العموم كما قلت لك انا معجب جدا بإبداعاتك و تفكيرك المستنير في هذه الحضاره الماديه و التي تراها كما يجب ان تكون صحيحه لو ان الأساس موجود و يكون صحيح
للأسف لوقلت لك غن ما تراه من فساد و دمار لمجتمعنا سييه ألأول هذا ألأستعمار الذي خرج من باب الإحتلال و دخل من باب اعوانه
أذكرك بشخصيه في زمن روسيا زما إيام ما كانت دوله كبيره او عامله غنها كذلك
كان هنك مسئول لا اذكر أسمه تحوم حوله شبهات ان عميل للغرب و لكن لا يوجد اي دليل من أي نوع عليه
و بعد ان تفكك و دمر سئله احدهم إننا كنا نشك في ولاءك للغر و انك تعمل للغرب فاجاب بنعم و قالوا كيف و كيف كنت ترسل المعلومات
قال لهم كنت في مهمه داخليه لتدمير الوضع الداخلي قالوا كيف
قال كنت اضع
الرجل المناسب في المكان غير المناسب

وهذا ما يحصل عندنا فيكل دولنا .زألست عي
اخوك ابو محمود
عذرا للأخطاء الكتابيه و ألإملائيه فاخوك شيه جاهل باللغه الحبيبه إلى نفسه

غير معرف يقول...

يقولون فى الغرب لا تضع العربة أمام الحصان فالحصان يجر و لا يدفع أذن الأوضاع المقلوبة لا تعمل و كذلك الحال عند أنشاء المدن الجديدة .
ان مدينة أكتوبر أو التجمع الخامس ليست مدنا جديدة أنما هى توسع لمدينة
القاهرة .
الوضع الطبيعى فى الحياة أن ينشأ نشاط أقتصادى فى منطقة ما يجذب ألية الناس الذين يتجمعون للعمل و تنشأ تبعا لذلك مدينة فى تلك
المنطقة و هذا يشرح لماذا يعيش المصريون على ستة بالمائة فقط من مساحة
مصر فى منطقتى دلتا و وادى نهر النيل الذى يمثل محور النشاط الأقتصادى و
مصدر الرزق و الغذاء . و ما يؤكد هذا أن تناثر مناطق مأهولة خارج نطاق
الوادى و الدلتا يكون معتمدا على نشاط أقتصادى خدمى أو أنتاجى و أهم ما يميز تلك المناطق هو الندرة السكانية لأن الكثاقة السكانية تتزايد بتزايد
أسباب العيش و كسب الرزق . صحيح أن نمو المدن ما هو ألا زيادة فى حجمها
لكن مجرد أضافة مدينة من دون نشاط إقتصادى هو عبث و ليس تنمية فالنمو فى
المدن تابع للنمو الأقتصادى على سبيل الحصر . لو كان مشروع دكتور الباز
هو أنشاء المدن ثم نبحث بعد ذلك عن نشاط أقتصادى فهو خرافة و ليس مشروع .
عندما نبحث فى تنمية منطقة ما فأننا ندرس أمكانيات و موارد المنطقة
الأقتصادية أولا و ثانيا ندرس أستغلال تلك الموارد بأقامة مشاريع عليها و
ثالثا تنشأ المدن و غير هذا يكون هراء و وضع للعربة أمام الحصان . و
النشاط الأقتصادى يكون أنتاجى فى مشاريع زراعية و صناعية و تعدينية
كمناجم الفحم و آبار النفط أو يكون النشاط الأقتصادى خدمى تنشأحولة المدن
مثال ذلك مدينة واقعة على طرق مواصلات تخدم التجارة كالموانئ . مساحة مصر
مليون واحدا من الكيلومترات المربعة و شبه جزيرة سيناء مساحتها واحد و
ستين ألف كيلومتر مربع أى هى تمثل ستة بالمائة من مساحة مصر ما يساوى
مساحة دلتا و وادى النيل الذين يتكاثف بهما ساكنى مصر بينما تساوى مساحة
الصحراء الغربية عشرة أمثال تلك المساحة أى ستين بالمائة من مساحة مصر و
يتبقى ثماتية و عشرين بالمائة من مساحة مصر تضم الصحراء الشرقية . و
لنلقى الآن نظرة عامة سريعة على النشاط الأقتصادى الزراعى و أمكانيات
تنميتة كمثال لنشاط أقتصادى إنتاجى هام و تنميتة تتم بطريقتين هما التوسع
الرأسى و يعنى بة زيادة أنتاجية وحدة المساحة المنزرعة و التوسع الأفقى و
يعنى أضافة مساحات جديدة للأراضى المنزرعة و هو ما يتبعة بالضرورة أنشاء
مدن جديدة . هناك موردان للزراعة هما الأرض و لدينا فى مصر أراضى قابلة
للزراعة تساوى مساحتها ثلاث أمثال ما هو منزرع حاليا و لكى نزرع تلك
المساحات فنحن نحتاج للمورد الثانى للزراعة و هو الماء الذى نحتاجة أيضا
للصناعة و للأستخدام المنزلى بالمدن أذن لابد لنا من تقدير حجم
أمكانياتنا المائية . نحن نعانى فى مصر من فقر مائى نصيب الفرد سنويا أقل
من ألف متر مكعب من الماء و يساوى تقريبا سبع مائة متر مكعب من الماء
سنويا . للماءالعذب ثلاثة مصادر أولها المطر و يتساقط كمية قليلة منة على
الساحل الشمالى لمصر تقدر بمتوسط مائة و ثلاثين ملى متر سنويا و هو رقم
متواضع جدا يمبت علية مراعى لا تستوعب ألا عدد من رؤوس الحيوانات يقل
كثيرا عن العشرة رؤوس فى الكيلومتر المربع الواحد و هذا يفسر الندرة
السكانية الشديدة بتلك المناطق أما عند القاهرة فيمر بها خط مطر قدرة
خمسة و عشرين ملى متر مطر سنويا بينما المنطقة من أسيوط فجنوبا فهى لا
يسقط بها أمطار و تسجل أقل كمية مطر بالعالم . مصدر المياة الثانى هو
الأنهار و لمصر حصة مياة من النيل تساوى خمسة و خمسين و نصف مليار متر
مكعب سنويا ندخل بها فى نادى الفقراء مائيا . مصدر المياة الثالث هو
المياة الجوفية و لدينا خزان الحجر الرملى النوبى يكفى لزراعة واحات
الصحراء الغربية لمائة سنة قادمة فقط إن شاء الله لأن تغذيتة بالمياة غير
متجددة . نحن نحتاج لحلول غير تقليدية لتنمية موارد المياة مثل أنشاء
محطة نووية لأنتاج الطاقة على الساحل الشمالى لتحلية مياة البحر و من ثم
تضخ عبر أنابيب لزراعة السهول بالصحراء الغربية و يمكن أنشاء مثلها فى
أقصى الجنوب على ساحل البحر الأحمر و كذلك فى سيناء و عندئذ ستنشأمدن
جديدة حتما بأذن الله لكن عند التخطيط لمدننا و بنياتنا لابد أن تكون
متوافقا مع البيئة كمدينة المرحوم المعمارى الدكتور حسن فتحى و كمدن غات
و غدامس بصحراء ليبيا مثلا و هى منشأت قديمة جدا لكنها متوافقة مع البيئة
مائة بالمائة و طبقا للمرجعية العلمية و كفانا مسخا و تقليدا أعمى للغرب
من بناء بيوت زجاجية كالصوب الزراعية لا تناسب إلا البيئة الباردة .
نتيجة تكاثف السكان فى الدلنا و الوادى ظهرت مشكلة نقص المبانى مع
الزيادة السكانية فقمنا بتبديد ثروتنا التى أنعم الله بها علينا و بنينا
البيوت على الأرض الزراعية و تلك حماقة و جريمة لا تغتفر و أخيرا تنبهنا
لضرور توسع المدن القائمة على الظهير الصحراوى لوادى النيل و شرق و غرب
الدلتا و يمكن التوسع فى الأرتفاع رأسيا بالمبانى فى وسط الدلتا لكن أبدا
لا يجوز البناء على أراضى جديدة تستقطع من الزراعة و يبقى الحل الأساسى
فى الأنتقال بالسكان لأماكن جديدة تقوم على مشاريع أقتصادية . إن كلمة
مشروع تعنى خطة نقوم بتنفيذها و الخطة تقوم على دراسة و قبل ذلك كلة تكون
الفكرة . هناك تسلسل فكرة ثم خطة ثم تنفيذ للمشروع أى تنفيذ للتخطيط . و
الفكرة ليست شئ هين أو كلام مرسل ففكرة المشروع هى ماتقبل بالتنقيح و
الدراسة أن تتحول الى خطة و غير هذا لا يعد فكرة مشروع

Mohamed Hashem يقول...

اسف على تأخرى فى الرد و لكن الانترنت كانت مقطوعة عندى فى الايام السابقة..ان هذه الظاهرة الغريبه تحدث دائما ً كلما تأخرت فى دفع الفاتورة.. ذكرونى أن أنبه شركة اتصالات لهذا الخلل فى نظامهم..

العزيز قاسم أفندى..

الثلاثة نقاط اللتى أثرتها تستحق الاهتمام و تحتاج الى تدوينات منفصلة لكل منها ، اكتفى حاليا بأخبارك اننى قرأت سريعا ً عن ال
Autonomous House
الفكرة تبدو مثيرة للغاية و ان كنت استبعد تحقيقها بنسبة 100%.. دعنى ادرس الموضوع اكثر و سنتناقش فيه بصورة أعمق..

عزيزى عبد الرحمن..

دائما ً ما تخجل تواضعى المتواضع.. أعدك أن اكتب فى الهجايص قريبا ً..السياسة -على رأيك- تبدو مناسبة تماما لهذا الغرض

عزيزى خالد

فينك يا راجل..!! بقالك فترة ماشرفتناش..سعيد جدا بتعليقك.. هذا معناه ان المقال قد أعجبك لاننى أعلم أنك لا تقوم بالتعليق الا اذا اتكيفت من المضمون .. على العموم هذا شرف كبير للغاية..

ما تبقاش تغيب عننا كده

عزيزى عزام

أولا : مبروك على البلوج الجديد.. انا واثق انك ح تكسر الدنيا..

ثانيا ً..عنك حق فى كلامك عن ضرورة وجود الرجل المناسب فى المكان المناسب.. نفس المعنى ذكره أبو محمود فى تعليقه..و هو تفكير منطقى و بديهى كما ترى و لكن لسبب ما لا أدرى كنهه يبدو عسيرا على الفهم فى بلادنا الحبيبة

ثالثا: لمن لا يعلم الاقتباس اللذى ذكره عزام من مسلسل
Boston Legal
و اللذى نعتبره -أنا و عزام- من أحسن ثلاثة مسلسلات فى تاريخ البنى أدميين..بس أنا مش فاكر الحوار ده من انى حلقه..يا ريت تقوللى بكره فى الشغل..

اكتفى بهذا القدر النهاردة و اتابع الرد معاكم بكرة ان شاء الله علشان تعبان و عايز أنام .. تصبحوا على خير

أشرف حمدي يقول...

أخي العزيز هاشم
تدوينة من أروع ما قرأت
لم أندهش من حديثك عن الدكاترة لأنني توقعت ذلك , نحن في زمن البطيخ
يعجبني حماسك جدا ويعجبني أكثر تعبيرك عما حدث في هذه المدونة . أشعر أنه لا يزال هناك أمل ما دام هنامك من يفكر مثلك

هناك الكثير من المشاريع الحقيقية والرائعة والأروع أنها نتاج عقول مصرية . مشروع منخفض القطارة مثلا والذي كان يهدف الي تحويل منخفض القطارة الي بحيرة من ماء البحر المتوسط بعد تحليته والذي كان سيحول الصهراء الغربية الي جنة حقيقية . عشرات المشروعات تم رفضها نتيجة للعقول المتحجرية الغبية ونتيجة لكم المنتفعين المتعفنين حولنا في كل مكان

أحمد زويل نفسه حاول يعمل جامعة في مصر وماعرفش
بلا خيبة

توشكى دي أكبر مقلب لبسناه في تاريخ مصر
نفس مقلب مستشفى السرطان اللي قاعدين ندفع في تبرعاتها بقالنا سنين وبآلاف الملايين معظمها اتسرق
يا راجل ده لو كنا بنبني مدينة كاملة كان زمانها خلصت وبنص اللي اندفع في المستشفى دي

هيييييه
كفاية كده

على طريقتي يقول...

على فكرة ان يمكن مكونش باكتب تعليقات على حاجت كتير بحكم انى مشغولة متواضعة على الطريقة الهاشمية لصاحبها شيخ الطريقة محمد هاشم
لكن عموما اللى اكتشفته انى قريت مدونتك قبل كده بالكامل
وده نادرا لمابيحصل
هذا للعلم

Mohamed Hashem يقول...

أخى العزيز أشرف
أسعدنى تعليقك للغاية ، نورت المدونة يا معلم ، أتفق معك أن مصر لم و لن تخلو من المبدعين و المفكرين فى كل المجالات ، و أحلم باليوم اللذى تتحول فيه أحلامهم و أفكارهم الى واقع ، أنا متأكد أن هذا سيحدث فى يوم من الأيام ، أنا فقط أتمنى أن أظل حيا لأراه

بالنسبة لموضوع مستشفى السرطان فأنت محق كذلك ، هل تعلم أنها تعد أكبر مستشفى لعلاج سرطان الأطفال فى العالم؟ ان إنشاء مثل هذه المستشفى فى دولة ضخمة التعداد مثل الصين أو الهند قد يبدو مفهوماٌ و لكن وجودها فى دولة صغيرة التعداد نسبيا ً مثل مصر هو مؤشر خطير على أن شيئا ً ما ليس على ما يرام...

شكرا لزيارتك و متبقاش تغيب عنا..

عزيزتى أيمان

شكرا للغاية على مشاركاتك و حماسك للمدونة..يسعدنى مرورك دائما..

تحياتى

غير معرف يقول...

محمد اود التعرف عليك
انا احمد القاروط
hea_1985@hotmail.com
لنا حديث مطول، اتمنى!

Unknown يقول...

https://www.facebook.com/zeitgeist.arabic هنا ستجد الكثير عن مشروع فينوس

Unknown يقول...

تحدثنى عنى الاشياء التى لها اهمية كبرا فى الحياة وبدونا يأتى الامراض احدثك عن النظافة فاالنظافة من الاشياء التى لها اهمية كبر فى الحياة وبدونها يأتى المراض فالنظافة انواع كثيرة جدا من انواعها مكافحة الحشرات وهى شركة مكافحة حشرات بالخبر وشركة مكافحة حشرات بالجبيل فاعندما نكافح الحشرات لابد ان نلجأ لرش المبيدات وهى شركة رش مبيدات بالخبر وشركة رش مبيدات بالجبيل وايضا من النظافة المهمة جدا جدا فى حياتنا كشف تسربات المياة وهى شركة كشف تسربات المياه بالدمام وشركة كشف تسربات المياه بالخبر
وللاتصال وطلب الخدمة 0508400941